السبت، 5 أكتوبر 2019

الرحلة الثامنة .. حضارة مصر القديمة







نبذة عن مِصْر الحديثة

تُدعى دَولة مِصْر رسميّاً جمهوريّة مِصْر العربيَّة، وهي دولة عربيّة إسلاميّة يَحكمها نِظام جُمهوريّ ديمُقراطي، تَقَع في الجزء الشّمالي الشّرقي من قارّة إفريقيا، يَحدُّها البحر الأحمر شرقاً، وليبيا غرباً، والبحر المتوسط شمالاً، والسُّودان جنوباً، ولها امتداد آسيوي حيث تقع شبه جزيرة سيناء في قارّة آسيا، وتًبلُغ مساحتها 1،002،450 كم2، يَقطُن السّكان في 78990كم2 منها، أي ما يُشكِّل 7.8% من مساحتها الكُليّة.

بِداية الحضارة المِصريَّة القديمة

تُعدّ مِصْر مَوطِناً لِأقدم الحضارات على الأرض، حيث اشتُق اسمُها من الكلمة اليونانيَّة ايجيبتوس (بالإنجليزيّة: Aegyptos)، وفي عام 5500ق.م كانت هناك مملكتان رئيسيتان تمتدّان على نهر النِّيل، أطلق عليهما المؤرِّخون المصريون مِصْر العُليا ومِصْر السُّفلى، وفي عام 3200ق.م جُمِعت المملكتين تحت حُكم واحد، وحاكم واحد يتولى شؤونهما هو الملك نارمر والّذي يُطلق عليه مينيس، وكان هذا إيذاناً لبداية حضارة مصر القديمة.
أسَّس الملك مينيس عاصمة مِصْر القديمة المعروفة باسم ممفيس، وكان موقعها في الشّمال بِالقرب من قِمَّة دلتا النِّيل، ثمّ تطورت لِتُصبِح المِدينة الكًبرى المُسيطرة على المُجتمع المِصْريّ خلال تلك الفترة.

الجدول الزّمني لِتطوّر مِصْر القديمة
تُعدّ حضارة مِصْر القديمة من أطول الحضارات وأعرقها، وعلى الرّغم من انحدارها في بعض الأوقات إلا أنّها كانت تستعيد قُوَّتها لِتعود أقوى من السَّابق، مِمَّا أدّى إلى استمرارها لِعدّة قُرون، ويُبَيِّن الجدول الزّمني الآتي فَترات تَطُورها وفترات انحدارها.
 5000ق.م: بداية الزّراعة في وادي النِّيل.
 3500-3000ق.م: توحيد مِصْر.
 2650ق.م: بداية المملكة القديمة.
 2575.م: بِناء الأهرامات في الجيزة.
 2150ق.م: بداية الفترة المتوسطة الأولى.
 2074ق.م: بداية المملكة الوسطى وعَوْدة الاتّحاد والقُوَّة لِمِصْر من جديد. 1759ق.م: بداية الفترة المُتوسِّطة الثّانية واحتلال الهكسوس لِشمال مصر. 1539ق.م: بداية المملكة الجديدة بِطرد الهكسوس وإعادة الوِحدة لِمِصْر. 1344-1328ق.م: قِيام الفرعون أخناتون بِعدَّة إصلاحات دينيّة.
 1336-1327ق.م: حُكم توت عنخ أمون.
 1279-1213ق.م: وُصول مِصْر إلى ذروة قُوَّتها في عهد رمسيس الثّاني. 1150ق.م: بِداية انحدار المملكة الجديدة.
 728ق.م: غزو المُلوك النّوبانيين لمِصْر. 656ق.م: احتلال الآشورييون لِمِصْر. 639ق.م: إحياء مِصْر من جديد بعد طرد الأشوريين منها. 525ق.م: غزو الفُرْس لمِصْر.
 332ق.م: غزو مِصْر من قِبَل إسكندر الأكبر.
 305ق.م: نَشْر اللغة اليونانيّة.
 30ق.م: مَوت الملكة كليوبترا، وضَم مِصْر لِلإمبراطوريّة الرُّومانيّة.

تاريخ مِصْر

المملكة القديمة في الفترة 2613-2181 ق.م ظهرت الهندسة المِعماريَّة وتَطورت بِشكل مَلحوظ حيث شُيّدت أكثر المعالم شُهرة في مِصْر مثل الأهرامات وتِمثال أبو الهول، فقد بُنِيَ هرم سقّارة في 2670ق.م في عهد الملك زوسر، وبُنيت الأهرامات الثّلاث أيضاً وهي خوفو، وخَفرع، ومُنقرع، بحيث تُشير إلى قُوَّة وثروة الحُكام الهائِلة في تلك الفترة. الفترة المُتوسِّطة الأولى في الفترة 2181-2040ق.م حدث فيها انحدار في قُوَّة مِصْر وثروتها، وظهرت قُوَّتان مركزيَّتان هما: هيراكونبوليس في مِصْر السَُفلى وطِيبة في مِصْر العُليا، وتَقاتلت القُوَّتان من أجل الوصول للسُّلطة العُليا حتّى 2040ق.م، حينها هزم مَلِك طيبة منتوحوتب الثّاني جيش هيراكونبوليس واتحدّت مِصْر تحت حكم طيبة. المملكة الوُسطى في الفترة 2040-1782ق.م أدّى الازدهار الّذي نَتَج عن حُكم طيبة إلى نشوء المملكة الوسطى، وسُمِّي ذلك العَصْر بالعَصْر الكلاسيكي، حيث وَصَلت طيبة أوج قوّتها وثروتها، وبُنِيَت الحُصون لِحماية المصالِح التّجاريّة المصريَّة، وأنشِئ أول جيش في عهد المَلِك أمنمحات، وبقيت مِصْر مُزدهرة إلى أن حَصَلت بعض المشاكل الدّاخلية التي سَمَحت لِشعْب الهكسوس بِغزوها، ونَمَت سُلطتُه حتّى سيطر على جُزء من مِصْر السَفلى. الفترة المُتوسطة الثّانية في الفترة 1782- 1570ق.م بدأت بِسيطرة الهكسوس على مِصْر، وعلى الرّغم من أنَّهم كانوا غُزاة لِمِصْر وشعبِها إلّا أنّهم أضافوا الكثير من التّحسينات للثّقافة المِصْرية مثل العَرَبة والحِصَان، والعمل في البرونز والسيراميك، وقد شنَّ المصريون عدداً من الحَملات لإخراج الهكسوس من مِصْر السُّفلى وإعادتها تحت حُكْم الطّيبان إلّا أنّهم فشلوا حتّى نجح الأمير أحموس الأول في استعادتها، وتوحيدها من جديد تحت حُكْم طيبة. المملكة الجديدة في الفترة 1570-1069 ق.م بدأت بعد توحيد مِصْر تحت حُكْم طيبة من جديد، حيث عاد الازدهار، وفي هذه الفترة ظهر مُصطلح فرعون، حيث كان الحاكِم في السّابق يُعرف باسم مَلِك، وفي الفترة 1504-1492ق.م تمّ توسيع حدود مصر لِتشمل سوريا وفلسطين غرباً، ونهر الفرات شمالاً، والنّوبة جنوباً، وفي عهد الملكة حتشبسوت توسَّعت التّجارة مع الدُّول الأخرى. ثم خلفها في الحُكْم المَلِك تحوتمس الثّالث، والذي سار على نهجها على الرّغم من مُحاولته للقضاء على أيّ ذكرى لها، فقد ساد في ذلك الوقت أنَّ المُلوك الذّكور هم الأجدر بالحُكْم ولا قيمة لِحُكْم النّساء، وازدهرت مِصْر في عهده وظهرت الرّياضة، وتَحسنت الخَدَمات الصحيَّة مع تقدّم الطّب، وتمّ تخمير أنواع كثيرة من الكحول والتي كانت تُوصَف لِعِلاج أكثرمن 200 نوعٍ من الأمراض، وتَطورَّت الجِراحة، وزاد الاهتمام بصحة المَرأة، وأُنشِئت الحمّامات بِهَدَف النّظافة والاستحمام، ومن أجل قضاء وقت الفراغ والاستمتاع.
في 1353ق.م وَصَل الفرعون أمنحوتب الرّابع إلى العرش، وغيَّر اسمه إلى أخناتون، وتعدّدت الآلهة مثل أمون، وإيزيس، واوزوريس إلّا أنّ عِبادة أمون كانت الأكثر شعبيَّة، ولكنّ أخناتون ونيفرتيتي تخلّيا عن تِلك المُعتقدات وقاما بإصلاحات دينيَّة اقتضت بإقامة دين جديد قائم على عبادة إله واحد فقط، وفي الفترة 1353-1336ق.م انتقلت العاصِمة إلى العمارنة، ثمّ تلاه في الحُكم ابنه توت عنخ أمون، الذي أعاد العاصمة إلى طيبة، وحَكَم بعده رمسيس الثّاني، وفي عهده حدثت معركة قادش في 1274ق.م، وعلى الرّغم من انتهائها بالتّعادل إلّا أنّ رمسيس اعتبره انتصاراً واحتفل بِنَفسه كَبَطل وإله، وفي عهده تمّ توقيع أول مُعاهدة سلام وهي معاهدة قادش في 1258ق.م.
الفترة المتوسّطة الثّالثة 1069-525ق.م حكم رمسيس الثّالث في الفترة 1186-1155ق.م، واتّبع سياسة رمسيس الثّاني في حُكْمِه، وكانت ثروة مِصْر آنذاك مَطْمَعاً لِلكثير من الشّعوب الّتي تَعيش على السّاحل، مما أدّى إلى غزوها عدّة مرّات، وآخِرها كانت معركة شوا في 1178ق.م، والتي انتهت بانتصار رمسيس الثّالث، وبعد وفاته حاول خلفاؤه الحِفاظ على سياسته إلا أنّهم واجهوا مُقاومة من شعوب الأراضي المُحتلة، ومع مرور الوقت استولى كهنة الإله أمون على جزء كبير من الأراضي المِصْرية وجمعوا ثروة كافية لِتهديد أمن الحكومة المركزية، وبِحلول عهد رمسيس الحادي عشر انهارت الحكومة المركزيَّة وبدأت الفترة المُتوسطة الثّالثة.
اتحدّت مِصْر مرّة أخرى في عهد ملك الكوش في الفترة 752-722 ق.م، ولكنّها انهارت عندما غزاها الأشوريون في 671ق.م، ولكنّهم لمْ ينجحوا في السّيطرة عليها فانسحبوا وتركوها مُدمّرة بين أيدي الحُكّام المحليين، وأُعيد بناؤها في 525ق.م، ثم غزاها الفرس، وبقيت تحت الاحتلال الفارسي حتّى مجيء ألكسندر الأكبر في 332ق.م، فقد سيطر على مِصْر من دون أيّ حملات قتاليّة، وأسَّسَ مدينة الإسكندرية، ثم انتقل إلى قهر الإمبراطوريّة الفارسيّة، وبعد وفاته في 323ق.م نقل بطليموس الأول جثته إلى الإسكندرية، وأسَّسَ سلُالة البطالمة في الفترة 323-30ق.م.
كانت آخر سُلالة البطالمة المَلِكة كليوبترا الّتي قَتَلت نفسها في 30ق.م بعد هزيمة قُوَّاتِها على يد الرُّومان، وبَقِيت مِصْر تحت سيطرة الرّومان في الفترة 30ق.م-476م، ثمَّ سيطرت عليها الإمبراطوريّة البيزنطيّة في الفترة 527-646م، إلى أن غزاها المسلمون بِقيادة الخليفة عُمر رضي الله عنه وأصبحت تابعة لِلخلافة الإسلاميّة.
 إنجازات حضارات مِصْر القديمة تَظْهر إنجازات الحضارة المِصْرية القديمة في ابتكارِهم لِلكتابة الهيروغليفية والديموطيقية، وفي الريِّاضيّات والهندسة المعماريَّة، وابتكار أساليب حديثة للزراعة والرّي، وهذا توضيح لبعض إنجازاتهم في مُختلف المجالات:
 نهر النِّيل تَمَحورت حياة مِصْر القديمة حول نهر النِّيل، فَطَوَّر المزارعون طُرُق الريّ لِلتّحكم في تدفُّق المِياه، مما يُتيح لِلمحاصيل النُمو سواء في الفصول الجافّة أو المُمطرة، وكان وادي نهر النِّيل ينتج الكثير من المحاصيل بسبب خصوبة أراضيه، واستُخدِمت الأموال النَّاتِجة عن بَيْع المحاصيل في بناء الأهرامات والمعابِد، وفي تطوير التّجارة ودفع ثَمَن الغَزوات، أمّا الفيضانات الّتي كانت تحدث في النهر فقد استغلَّها المصريون في ريّ المزروعات والأراضي المُجاوِرة.
الحُكومة شَمِلت المملكة المِصْرية المُوحَّدة آلاف الأميال المُربعة الّتي يَقطُنها ملايين السُّكان، وكان الفرعون هو الكاهن الأعلى لكل معبد، والمسؤول عن الجيش حتّى إنّه كان يُشارك في الحروب، وفي عَصْر الفراعنة تمّ تطوير نِظام الخدِمة المدنية الّذي شَمِل كل أفراد الشّعب والحكومة، وقُسِّمت مِصْر إلى 42 مقاطعة، وكان الفرعون يُقيم في قصره ويُحيط به كِبار المسؤولين والحُكّام، ويَخدِمه رئيس الوزراء.
 الدِّين تعددت الآلهة عند المصريين القدماء، فقد كان هناك إله الشّمس رَع، وأوزوريس إله الموتى وغيرها، وكانت هذه الآلهة تتغير تدريجياً مع تغيُّر العصور، وكانت توضع في مكان مُغلَق ولا تظهر للنّاس إلا في مناسبات معينة، ولِلعبادة في المنازل استخدَمَ المصريون تماثيل مصغرة للآلهة، ورَبَط المصريون الحياة الآخرة بالتّحنيط لِلحفاظ على الجسد بعد الموت. الاقتصاد قام اقتصاد مِصْر على الزّراعة، وذلك بسبب خصوبة الأرض في وادي النيل، وكان إنتاجها الزّراعي كبيراً لدرجة أنّ الأمول التي كانت تُجنى من الزراعة استُخدِمت في بناء المعابد والأهرامات، أمّا بالنَسبة للتجارة فقد ساعد نهر النِّيل بشكل كبير على تطورها، فانتشرت الأسواق على ضفاف النّهر، وكانت تكلفة نقل السِّلع التّجاريّة عبر النهر أقل من تكلفة النقل عبر البرّ، وتطورت التّجارة في العِصْر البرونزي فأصبَح النِّيل نقطة الوصل الّتي تنتقل البضائع من خلالها من إفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط، أمّا الحملات التّجارية بين الجنوب والبحر الأحمر فقد كانت للبحث عن السلع الثمينة الّتي تعطي قيمة كبيرة لنفوذ مِصْر، مثل العاج، والذهب، والعبيد السّود.
الكتابة ظهرت الكتابة الهيروغليفية في 3100ق.م، وتُمثّل رموزاً محفورة ومقدّسة تحمِل أقوال الآلهة وتُعبِّر عن المعنى المنطوق وعن الرموز والأصوات بالرّسم، والهيروغليفيّة كلمة يونانيّة مُركبة من مقطعين هما هيروس ومعناها مُقدّس، وغليفو ومعناها الخط فتصبح بمعناها الكامل الخط المُقدّس، حافظت الهيروغليفيّة على استعمالها حتّى أواخر القرن الرّابع الميلادي، مع تغيُّرات في بعض مصطلحاتها تبعاً لتطور الزّمن، وتوقف استعمالها عندما أغلق الأمبراطور المعابد ثيودس وحرّم عبادة الأوثان.
 الفنّ اشتُهِر المصريون القدامى بِفن المقابر والجداريّات، حيث اعتقدوا أنّ الحياة تستمر بعد الموت، وتفنّنوا في المقابر ليتمتّع الميت بالرّفاهية بعد الموت حسب اعتقادهم، وتمثّل الفن المصري أيضاً في التّماثيل المحفورة من الصخر مع طلائها بالمعادن، والرّسومات على جدران المنازل، والتّصاميم الهندسيّة المُختلفة. علم الفَلَك بدأ اكتشاف الدّوائر الحَجَريَّة والتي يعود تاريخها إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، واستُخدِمت في التنبؤ بِحدوث الفيضانات في وادي النِّيل، كما وضع المصريون نظام للأبراج، ووضعوا نظام تقويم خاص بهم.
 أهم آثار حضارة مِصْر القديمة الأهرامات بُنيت الأهرامات لِدَفن الفراعنة فيها، وكانت عبارة عن قبور مبنيَّة من الحَجَر الجيري قاعدتها مُربعة الشّكل، بنى المِصْريون الأهرامات، ووضعوا فيها الكنوز والزّينة التي يحتاجها الفرعون لينجو وينعم بالرّاحة في الحياة الآخرة حسب اعتقادهم، واعتبر عُلماء الآثار أنّ سبب وجود السلالم في الأهرامات هو لاعتقاد المصريين القدماء أنّها تُستخدَم لِصعود الفرعون إلى إله الشّمس، وبنى المصريون حوالي 138 من الأهرامات المتفاوتة في الحجم، أكبرها هو هرم خوفو في الجيزة.
 المعابِد بُنيَت المعابِد لِتكون منازل للآلهة المصريّة، وكان هناك نوعان منها هُما: معبد كولتوس (بالإنجليزيّة: Cultus) لِتَسكُن فيه آلهة مُعينة، ومعبد الجنائزية لعبادة الفراعنة الموتى، ومع مرور الوقت ازداد حجم المعابِد لِتصبح مُجمعات كبيرة يُضاف إليها فراعنة جدُد، ويوضع داخل كل معبد تمثال للإله الّذي يسكنه.
 حجر رشيد اكتُشِف حجر رشيد في عام 1799م، ولولاه لما استطاع علماء الآثار قِراءة مُدوّنات المصريين القدامى، ولَبَقيت الحضارة المِصْريَّة مجهولة، احتوى الحجر نصاً واحداً ولكن بثلاثة خطوط مُختلفة مُرتّبة من الأعلى إلى الأسفل كما يلي: الهيروغليفية، والديموطيقية، واليونانية، وقد حصل عالم الآثار الفرنسي چان فرانسو شامبليون على نسخة من الحجر، ودَرَس النُّصوص المكتوبة فيه، ومع مواجهة الكثير من الفرضيّات والتحديات أعلن في عام 1822م أنّه تمكن من فك رموز اللغة المصريّة القديمة، ووضع الأساسات للغة المصريّة القديمة التي أكمل بناءها من بعده المئات من الباحثين في العالم.

الجمعة، 4 أكتوبر 2019

الرحلة السابعة.. متحف المجوهرات









متحف المجوهرات
متحف المجوهرات الملكية هو متحف يعرض مجوهرات الأسر المالكة التي حكمت مصر، ويقع في مدينة الإسكندرية.
شيد القصر العام 1919 في منطقة زيزينيا وهو تحفة معمارية، وتبلغ مساحته 4185 متراً مربعا وكان يؤول للأميرة فاطمة الزهراء إحدي أميرات الأسرة المالكة، وقد صمم طبقا لطراز المباني الأوروبية في القرن التاسع عشر ومن الداخل تمت زخرفة القصر بوحدات فنية مميزة.
تحول إلي متحف للمجوهرات الملكية في العام 1986، والمتحف يضم مجموعة كبيرة من المجوهرات والتحف الذهبية التابعة للأسرة العلوية المالكة تعود للعام 1805 ومنها تحف نادرة بدءا من محمد علي باشا حتي فاروق الأول. تمت مصادرة هذه المجوهرات من قبل ثورة 23 يوليو، وتم تسجيله كمتحف عام 1999، ويضم المتحف حاليا 11 ألف و 500 قطعة.

مبنى متحف المجوهرات الملكية
و"متحف المجوهرات ".. أو كما يطلق عليه "قصر المجوهرات " نظراً لوجوده في المبنى الذي كان قصراً لاحدى أميرات الأسرة العلوية المالكة بمصر كما سنرى.. ويقع هذا الالمتحف أو القصر في منطقة زيزينيا الإسكندرية.. وبجوار مقر اقامة محافظ الإسكندرية مباشرة في منطقة تتمتع بالهدوء والرقي واللذان يليقان بمتحف للمجوهرات.. وللمتحف أربعة حدود وهي.. من الجنوب شارع أحمد يحيى..ومن الشمال شارع عبد السلام عارف.. ومن الشرق شارع الفنان أحمد عثمان.. ومن الغرب مقر اقامة المحافظ.

تاريخ القصر (المتحف)
يوجد متحف المجوهرات الملكية في مبنى قصر فاطمة الزهراء بجليم.. وقد أسس هذا القصر زينب هانم فهمي عام 1919 م وأكملت بناءه وأقامت به ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء عام 1923م. والأميرة فاطمة الزهراء التي يحمل القصر اسمها من أميرات الأسرة العلوية وقد ولدت عام 1903م.. والدتها هي السيدة /زينب فهمي..أخت المعماري علي فهمي – الذي اشترك في تصميم هذا القصر.. أما والدها فهو الأمير علي حيدر بن الأميرأحمد رشدي بن الأمير مصطفى بهجت بن فاضل باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر وباعث نهضتها الحديثة أي أن محمد علي هو جدها الخامس.
وكانت والدة الأميرة فاطمة الزهراء قد أتمت بناء الجناح الغربي قبل وفاتها وكانت ابنتها قد بلغت الثامنة عشرة من عمرها.. وقد أضافت الأميرة فاطمة الزهراء جناحاً شرقياً للقصر وربطت بين الجناحين بممر..وقد ظل هذا القصر مستخدماً للاقامة الصيفية حتى قيام ثورة يوليو 1952م... وعندما صودرت أملاك الأميرة سمح لها بالاقامة في القصر.. وكان ذلك حتى عام 1964م حين تنازلت الأميرة فاطمة الزهراءعن القصر للحكومة المصرية.. وغادرت إلى القاهرة.. وقد توفيت الأميرة فاطمة الزهراء عام 1983م.
وقد تم استخدام القصر كاستراحة لرئاسة الجمهورية حتى تحول إلى متحف بقرار جمهوري عام 1986م. وقد بني هذا القصر (متحف المجوهرات الملكية) على طراز المباني الأوربية من الناحية المعمارية.. وهو يتكون من جناحين.. شرقي وغربي.. يربط بينهما ممر مستعرض... ويتكون كل من الجناح الشرقي والجناح الغربي من طابقين وبدروم.. كما يحيط بالمبنى حديقة تمتلئ بالنباتات والزهور وأشجار الزينة.
وقد تم عمل ترميم وتطوير للمتحف عام 1986 وعام 1994م.ومنذ أواخر عام 2004م بدأالمجلس الأعلى للآثار عملية تطوير وترميم شاملة للمتحف بتكلفة تقدر بنحو 10 ملايين جنيه بهدف زيادة قدرته على استيعاب المزيد من المعروضات الثمينة الموجودة يالمخازن ولم تعرض بعد، وتم افتتاح المتحف في أبريل 2009

محتويات المتحف
ويضم المتحف مجموعة من أروع وأجمل المجوهرات الملكية والتي كان يرتديها ويتزين بها أفراد الأسرة العلوية المالكة في مصر ومنها مجوهرات الملك فؤاد والملك فاروق وزوجاته والأمراء والأميرات من العائلة المالكة.. ولذلك فهو يُعرف باسم متحف المجوهرات الملكية. ويضم المتحف 11 ألفاً و500 قطعة تخص أفراد الأسرة المالكة. وقد تم تقسيم القصر إلى عشر قاعات تضم مجموعات من التحف والمجوهرات التي تخص أفراد أسرة محمد علي ومن أهمها:
    مجموعة تخص مؤسس الأسرة العلوية " محمد علي " من بينها علبة نشوق من الذهب المموه بالمينا عليها اسمه "محمد علي "
    مجموعة الأمير محمد علي توفيق التي تشمل 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب ونحو 2753 فصاً من الماس البرنت والفلمنك وحافظة نقود من الذهب المرصع بالماس..بالإضافة إلى ساعة جيب خاصة بالسلاطين العثمانيين.
    ومن عصر الخديوي سعيد باشا توجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية.. والأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية مرصعة بالمجوهرات والذهب..ونحو أربعة آلاف من العملات الأثرية المتنوعة. مجموعة تخص مؤسس الأسرة العلوية محمد علي من بينها علبة نشوق من الذهب المموه بالمينا عليها اسمه «محمد علي ».
    ساعات من الذهب وصور بالمينا الملونة للخديوي إسماعيل والخديوي توفيق.
    مجموعة تحف ومجوهرات الملك فؤاد وأهمها:
    مقبض من ذهب مرصع بالماس.
    ميداليات ذهبية ونياشين عليها صورته.
    تاج من البلاتين المرصع بالماس والبرلنت لزوجته الأميرة شويكار.
    مجموعة مجوهرات الملكة نازلي من أهمها حلية من الذهب مرصعة بالماس البرلنت.
    مجموعة تحف ومجوهرات الملك فاروق والملكة نازلي ومن أهمها:
        شطرنج من الذهب المموه بالمينا الملونة المرصع بالماس.
        صينية ذهبية عليها توقيع «110 من الباشوات».
        عصا المارشاليه من الابنوس والذهب.
        طبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا.
    مجموعة الملكة صافيناز زوجة الملك فاروق ومن أهم قطعها:
        تاج الملكة من البلاتين المرصع بالماس البرلنت وتوكه من الماس البرلنت.
        دبابيس صدر من الذهب والبلاتين المرصع بالماس البرلنت والفلمنك.
    مجموعة الملكة ناريمان ومن أهم قطعها:
        أوسمة وقلادات وميداليات تذكارية.
        مسطران وقصعة من الذهب استخدمت في وضع حجر الأساس للمشروعات.
    مجموعات الأميرات فوزية أحمد فؤاد وفائزة أحمد فؤاد: «أ»مجموعة من الاساور والتوك ودبابيس الصدر من أهمها:
        توكة من البلاتين المرصع بالماس عليها اسم «فوزية».
        عقد ذهب مرصع بالماس البرلنت واللؤلؤ «فائزة».
    مجموعة الأميرات سميحة وقدرية حسين كامل:
        مجموعة من ساعات الجيب من الذهب المرصع بالماس البرلنت والفلمنك وسوار ذهب مرصع بالماس البرلنت والفلمنك واللؤلؤ.
    مجموعة الأمراء يوسف كمال ومحمد علي توفيق: وتضم العديد من التحف والمجوهرات والاوسمة والقلادات والنياشين هذا بالإضافة إلى مجموعات أخرى من المجوهرات التي تناولها العرض المتحفي في أسلوب شيق واستعملت الاضاءة التي تعتمد على التوجيه الضوئي المباشر للقطع المعروضة دون التأثير عليها أو تأثر المشاهد بها وقد زودت خزانات العرض بالبطاقات الشارحة باللغتين العربية والإنجليزية.
ويعد هذا المتحف من أجمل المعالم السياحية في الإسكندرية حيث يضم مجموعة نادرة ورائعة من التحف والمجوهرات والحلي والمشغولات الذهبية والأحجار الكريمة والساعات المرصعة بالجماهلر والماس. وتحف (قصر) المجوهرات يفتح أبوبه للمصريين والضيوف الأجانب وأسعار الدخول للمصريين أسعار زهيده جداً تشجيعاً لهم زيارة هذا المتحف الهام والتعرف على مايضمه من مقتنيات ومجوهرات غاية في الروعة والجمال ربما لايوجد لهل مثيل في العالم.

الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

الرحلة السادسة .. المتحف القبطى








المتحف القبطي

يقع هذا المتحف في مصر القديمة داخل حدود حصن بابليون والذي توجد بقاياه خلف مبنى المتحف؛ وقد بدأ تشييده أيام الفرس ولكن حدثت عليه العديد من الإضافات في عهد الإمبراطوريين الرومانيين أغسطس وتراجان ثم أضاف إليه من جاء بعدهم من أباطرة الرومان. لعب العالم الفرنسي (ماسبيرو) دوراً هامة في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري. بعد ذلك طالب مرقس باشا سميكة عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون. وقد جاهد هذا الرجل طويلاً حتى تمكن من إقامة المبنى الحالي للمتحف الذي افتتح عام 1910 وعين هو أول مدير له. أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930.
أقسام المتحف الرئيسية
يعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية وهو يضم الأقسام الآتية:
    قسم الأحجار والرسوم الجصية.
    قسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات.
    قسم الأقمشة والمنسوجات.
    قسم العاج والأيقونات.
    قسم الأخشاب.
    قسم المعادن.
    قسم الفخار والزجاج.

أهم مقتنيات المتحف
بلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان ونذكر من أهم مقتينات المتحف:
    شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ (نهاية القرن 4م).
    قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية (القرن 6م).
    نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح (القرن 7م).
    تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب (القرن 7م).
    مسرجة من البرونز لها مقبض علي شكل الهلال والصليب (القرن 13م).
يضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الاثاث الخشبية والأبواب المطعمة. وجدير بالملاحظة أنه يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة. الألواح يمكن تمييزها حيث قاموا بتركيبها في العصر الفاطمي أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر.
المجموعة تستقر في الجناح الجديد الذي يظهر مختلف الأنواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والانشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستى والقبطي حتى الصيغ الفنية الإسلامية في مصر. ويضم المتحف القبطي مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معماري.
بنى المتحف القبطي ليسد ثغرة في التاريخ والفن المصري. المجموعة الكبيرة من التحف والتي أغلبها ذات شأن كبير من الأهمية للفن القبطي في العالم.
لقد شيد المتحف على أرض "وقف" تابعة للكنيسة القبطية التي قدمها عن طيب خاطر تحت تصرف مؤسسه قداسة المتنيح كيرلس الخامس
(توفى عام 1927 ميلادية وأعقبه أنبا يؤنس التاسع عشر في 1929 ميلادية) يقع المتحف القبطي في مكان غاية الأهمية من الناحية التاريخية فهو يقع داخل أسوار حصن بابليون الشهير الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالي 8000 م، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد والكنيسة المعلقة وتم افتتاحه بعد ذلك عام 1984.
وقد ظل المتحف القبطي تابعاً للبطريركية القبطية حتى عام 1931 ثم أصبح تابعاً لوزارة الثقافة. يتراوح متوسط عدد الزائرين اليومي من 200 إلى 250 فرد من جنسيات مختلفة.
المتحف القبطي علامة بارزة في تاريخ الفن المصري،‏ يؤكد خلود الفن المصري وتوارثه من جيل إلى جيل.
انتهى المجلس الأعلى للآثار من مشروع تطوير المتحف القبطي بالقاهرة عام 2006 ، وافتتح المتحف فى 26 – 6 -2006  بمنطقة مجمع الاديان بمصر القديمة بالقاهرة بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتجديد للمتحف وملحقاته والتى تكلفت 30 مليون جنيه , ويعد المتحف واحداً من أكبر المتاحف القبطية في العالم .
أسس المتحف القبطي مرقص سميكة (باشا) عام 1910 ليساعد على دراسة تاريخ المسيحية في مصر . وهو عبارة عن حجرتين في الكنيسة المعلقة . وقد أنشئ الجناح القديم في هذه المنطقة نظرا لأن منطقة مصر القديمة لها مكانة كبيرة‏,‏ ففيها بنيت الكنيسة المعلقة التي سميت بهذا الاسم نظرا لأنها معلقة علي أحد برجي حصن بابليون‏,‏ وإن كان اسمها الحقيقي هو السيدة العذراء والسيدة دميانة‏,‏ ‏و في عام عام‏1947 أنشئ الجناح الجديد,‏ كما أن الجناح القديم في حد ذاته تحفة فنية نظرا لوجود الأسقف الخشبية المتميزة‏,‏ وهو ما تم ترميمه الآن‏.
****
يقع المتحف القبطي داخل أسوار حصن بابليون الشهير الذي يعتبر من اشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر ،وقد بني هذا الحصن للحماية العسكرية الرومانية ليكون خط الدفاع الأول لبوابة مصر الشرقية ، وقد اختير هذا الموقع لأنه يتوسط مصر بين الوجه البحري والوجه القبلي . وتبلغ مساحة المتحف الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالي 8000 م، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد والكنيسة المعلقة وتم افتتاحه بعد ذلك عام 1998.
ويبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى، وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان.
وقد ظل المتحف القبطي تابعاً للبطريركية القبطية حتى عام 1931 ثم اصبح تابعاً لوزارة الثقافة.
المتحف يتسم بطابع الفن القبطي الممزوج بالتقاليد المصرية القديمة والهلينسية والبيزنطية والإسلامية ويجمع المتحف منذ إنشائه عام 1908 بين المادة الأثرية اللازمة والوثائق التي تساعد في دراسة تاريخ مصر منذ بدايات ظهور المسيحية وحتى الآن وكشف الستار عن تاريخ هذا العصر في وادي النيل . وكان منشئ القصر مرقص باشا سميكة متحمسا للآثار القبطية لدرجة مكنته بمجهوده الشخصي من إنجاز هذا العمل الكبير وكان يشعر بأن المشروع سوف يلعب دورا هاما في عرض حقبة ذات أهمية في تاريخ مصر القديمة التي كانت تضم في ذلك الوقت المتحف المصري للآثار الفرعونية واليوناني والروماني في الإسكندرية ومتحف الفن الإسلامي بالقاهرة ومن هنا كان إنشاء المتحف القبطي ضروريا لعرض أثار تلك الفترة التاريخية في تاريخ مصر.
إن أهم ما أضيف إلي المتحف القبطي هو ربط الجناح القديم بالجناح الجديد بواسطة ممر‏. والبداية تعود إلي عام‏1992‏ عندما تم إغلاق الجناح القديم حيث حدث تصدع في الحوائط وشروخ في الأسقف بعد الزلازل فتم تجميع كل الآثار في المخازن ولم يبق متاحا إلا بعض القاعات في المتحف الجديد‏,‏ ولهذا كان أول ما يتبادر إلي الذهن هو إعادة الفكر بالنسبة للمتحف‏,‏ والتي كانت أول معالمه ربط المبنيين عن طريق ممر وتقسيم القاعات إلي ست وعشرين قاعة وتجديد سيناريو العرض‏,‏ وقد بدأ تقسيم القاعات علي هذا الأساس‏,‏ ولهذا فإن أهم إنجاز بالمتحف هو طريقة عرض الشرقيات التي كانت مثبتة في الحوائط وهو نيش يثبت عليه رحلة العائلة المقدسة أو السيد المسيح وتلاميذه وقد رفعت من الحوائط ورممت ووضعت في فاترينات‏.‏
أما عن أهم المعروضات في المتحف فهو كتاب مزامير داود وقد خصصت له قاعة منفصلة وهناك لوحات القلالي التي يستخدمها الرهبان في الأديرة ومعروض منها في الممر‏.‏
ومن أشهر مقتنيات هذا المتحف أيضا ثلاث قطع من الأخشاب لها أهميتها القصوى في دراسة فن النحت فيما بين القرنين الرابع والسادس ، وهي باب كنسية القديسة بربارة ، ومذبح كنيسة القديسين سرجيوس وواخس ، وعتبة عليا كانت تزين أحد أبواب الكنيسة المعلقة ، وهناك بعض الآثار الخشبية ، وخصوصا الأحجبة والأبواب التي ترجع إلى الفترة فيما بين القرنين العاشر والرابع ، مما يعكس بوضوح تأثيرات الفن القبطي .
وتعتبر قاعة المكتبة التي تضم عشرة آلاف مخطوط من أهم القاعات‏,‏ حيث تم تجهيزها بوسائل تحمي المخطوطات من الرطوبة والإضاءة‏‏ .
وهناك قاعة لكنائس مصر وتضم أهم القطع في كل كنيسة في مصر القديمة مثل الكنيسة المعلقة وأبي سرجة وأبي مينا‏.
ونجد بالمتحف آثار منطقة أهناسيا‏,‏ وهي آثار لها إطلالة أساطير يونانية تضم أفروديت رمز الجمال. والقاعة الرابعة تظهر أيضا مدي التأثيرات المصرية علي الفن القبطي‏,‏ حيث يوجد الصليب داخل علامة عنخ‏,‏ وهناك قطع من البرونز يظهر عليها الهلال وغصن الزيتون والصليب داخل علامة عنخ‏,‏ وهو يوحي بمدي روح الوحدة الوطنية في العصور القديمة‏.‏ ويظهر في آثار القرن الرابع والخامس الصليب داخل النيش بدلا من أفروديت‏.‏
وتضم القاعة السادسة العديد من اللوحات الجدارية أو الشرقيات التي كانت ملتصقة بالحوائط وجدران المتحف وقد تم ترميمها جميعا ‏,‏ ويوجد بالقرب من القاعة حديقة متحفية داخلية والمنظر العام للقاعة يشبه كنيسة‏.‏
وفي قاعة بويط توجد شرقيات في الحوائط رممت بوسائل علمية ويوجد لوحة تمثل السيدة العذراء وعلي يمينها ستة حواريين وعلي شمالها ستة حواريين آخرين ويوجد اثنان من كهنة بويط وتوجد صورة السيد المسيح وهو جالس في أعلي اللوحة‏.‏
أما في الدور الثاني فتوجد مجموعة من حجر البرونز الذي يظهر عليه رمز الصقر‏,‏ وهو ما كان يمت بصلة للدولة الرومانية‏,‏ وتوجد عملات ذهبية اكتشفت منذ خمسة وعشرين عاما في زلعة بدير الأنبا شنودة بسوهاج‏,‏ وأما القاعة الحادية عشرة فيوجد بها حفائر تحكي قصصا في الإنجيل من العهد الجديد وحفائر أخري تحكي قصصا دينية من العهد القديم‏,‏ كما توجد لوحة تعبر عن قصة حواء وآدم وخروجهما من الجنة‏.‏
وتضم قاعات الدور الثاني أيضا أخشابا ومعادن مهمة وصورا نسيجية لهرقل يصارع الأسود .
ويوجد في القاعة الخامسة عشرة برديات مهمة وهي برديات نجع حمادي أو برديات العارفين بالله وهي‏1600‏ بردية من نجع حمادي فقط‏.‏
وتطالعنا القاعة التي تحمل رقم‏17‏ بفاترينة وحيدة خاصة بمزامير داود النبي‏,‏ وهي إحدي أسفار العهد القديم وسميت بمزامير داود نظرا لأن داود كان يسبح لله بالمزمار‏.
ونقطع الممر الذي يربط الجناح القديم بالجديد‏,‏ والذي يحتوي علي حفائر منطقة الكليا ثم ندخل إلي الجناح القديم‏,‏ حيث يضم فاترينة تحتوي علي مناظر نيلية ومناظر صيد ونباتات مائية وقطع حجرية تمثل الإله نيلوس رمز النيل عند الإغريق‏.‏
وفي القاعة التاسعة عشرة نري أدوات زينة ومناظر من الحياة اليومية المصرية حتي نقابل الأيقونات القبطية المصرية المهمة التي تضم صور السيد المسيح والعذراء والقديسين‏,‏ ومن أهمها أيقونة الهروب التي توضح رحلة العائلة المقدسة في مصر والأماكن التي زارتها العائلة حتي محافظة أسيوط‏,‏ وأما الأيقونة الثانية فهي أيقونة توضح صورة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ولكل منهما دير شهير في البحر الأحمر‏.‏ كما يوجد في هذه القاعة العديد من المعادن والأدوات التي تستعمل بالكنائس في الإنارات‏,‏ والتي يوجد عليها رمز الصليب كما يوجد مفاتيح من دير الأنبا شنودة بسوهاج والذي يسمي الدير الأبيض عليها كتابات قبطية مذهبة وتجاور هذه القاعة مكانا آخر يجمع الأدوات الفخارية كالأطباق والزلع والأختام التي كان يصنع بها فطير الملاك عند الأقباط المصريين‏.‏

الأقسام الداخلية:

قسم الأيقونات:
وأهم وأقدم هذه الايقونات هو ما رسم على ألواح الخشب مباشرة 

قسم الأخشاب:
وأهم ما يحويه المتحف القبطي من الآثار الخشبية من العصور المسيحية المختلفة مجموعة رائعة من أقدم الأفاريز وعليها مناظر نيلية وأسطورية ولوحات وتحوى رسوماً لأشخاص بالألوان. ثم مجموعة من أبواب الكنائس والأديرة على اختلاف أنواعها . وأقدم مذبح خشبي عرف منذ العصور القبطية الأولى حتى اليوم وكذلك أقدم قبة خشبية كانت تظلل مذبح الكنيسة المعلقة.
كما يحوى المتحف القبطي مجموعة الآثار الخشبية الهامة التي اقتناها المتحف عام 1947 وهى من أقدم ما عرف من أنواع الأخشاب المنقوش نقوشاً بارزة يرجع تاريخها إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي.

قسم الأحجار:
يحتوى قسم الاحجار على مجموعة من مخلفات العصور المسيحية المختلفة من أماكن متعددة وهى ممثلة فى قاعات الطابق الأرضى من الجناح الجديد للمتحف.

قسم المخطوطات:
توجد بمكتبة المتحف القبطى مجموعة من المخطوطات والتى تقدر بحوالى 700 كتاب (يتراوح عدد صفحات الكتب ما بين40-150 رقة) و حوالى 1000 وثيقة عبارة عن ورق و كتان بالاضافة الى مكتبة فلسفة العارفين بالله وهى عبارة عن 578 ورقة بردى,

قسم المعادن:
اهم ما بهذا القسم مجموعة فريدة من الأبواب المصفحة بالبرونز وأدوات المائدة وكرسى وقبة مذبح من البرونز وجميعها من القرن العاشر الميلادى عثر عليها فى مقبرة باحدى الكنائس المهجورة بالفيوم.

 قسم المنسوجات:
وتعتبر المجموعة الفريدة التى يحتفظ بها المتحف القبطى من قطع المنسوجات المتنوعة من العصور القبطية المختلفة من أهم وأثمن المجموعات ، كما انها تساعد على دراسةفن النسيج فى العصر المسيحى.

قسم العاج والعظم:
يحوى قسم الفخار والخزف بالمتحف القبطي مجموعة عديدة من الأواني على اختلاف أنواعها وأحجامها، ومن بين تلك الأوانى مجموعة دقيقة الصناعة ولعلها كانت تستعمل فى حفظ أنواع الدهان والعطور أو الكحل، ونشاهد على اسطح بعضها أحياناً أمضاء الصناع أو توقيعات أصحاب المعامل التى صنعت فيها تلك الأوانى.
وقد عثر على تلك المجموعات بين أطلال مدينة الفسطاط ويرجع تاريخها الى ما بين القرن الحادى عشر الى القرن الرابع عشر الميلادى.

قسم الزجاج:
تشير المصادر الدينية إلى أن معظم الأواني التي استخدمت في الطقوس الدينية بالكنائس لم تكن من الذهب أو الفضة، بل من الزجاج، تشتمل مجموعة المتحف، معروضات القاعة الثلاثين من الجناح القديم على أوان زجاجية وكؤوس وأوعية، و شمعدانات ، وقنان صغيرة لحفظ العطور، ومسارج غالبيتها من الزجاج المعتم.

قسم الخوص والجلد:
بالمتحف القبطي قسم خاص لمصنوعات الخوص والجلد، يضم سلالاً صغيرة بأشكال متنوعة صنعت من القش الملون مكونة أشكال جميلة
يحوى المتحف القبطى مجموعات من العاج والعظم المنقوش، منها مجموعة التماثيل أو الدمى الصغيرة وبعض أدوات الزينة ذات النقوش المختلفة ثم أوانى صغيرة دقيقة ويرجع تاريخ بعضها الى القرن السادس الميلادى.

قسم الفريسك
تنتمي غالبية الرسوم الجدارية القبطية إلى الأديرة.
لم يكن الهدف من هذه الرسوم أن تمثل أعمالا فنية عظيمة ، و مع ذلك فان بعضها رفيع المستوى.
كانت الرسوم تنفذ فوق الجدران المبنية بالطوب اللبن بعد طلائها بطبقة من الملاط الأبيض أو الجص . تتضمن هذه الرسومات مناظر لقصص من العهد القديم و للمسيح و السيدة العذراء، بالإضافة إلى صور الرهبان و القديسين

قسم الفخار والخزف

 تنويه  كل المعلومات فى المدونة نقلا عن : موقع ويكبيديا للبحث الحر مقالات على الانترنت خدمة معرفية للقراء عن السياحة والأثار فى مصر  فى مكان...