السبت، 4 يناير 2020

الرحلة الثانية والعشرون.. الملكة نفرتيتى






الملكة نفرتيتي والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت" هي زوجة الملك أمنحوتپ الرابع فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون. وكانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة .عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها.
الميلاد: 1370 ق.م، طيبة
الوفاة: مصر
الاسم بالكامل: Neferneferuaten Nefertiti
عائلة: أسرة مصرية ثامنة عشر
الزوج/الزوجة: أخناتون
أبناء: ميريت آتون، وعنخ إسن آمون
الملكة نفرتيتي والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت" هي زوجة الملك أمنحوتپ الرابع (الذي أصبح لاحقاً أخناتون) فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون . وكانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة .عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها ، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك ، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها.هى تنتمى للأسرة الثامنة عشرة ، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ،ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها.اشتهرت نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتى.

أصولها
أصول الملكة نفرتيتي غير مؤكدة ويعتقد أنها ابنة آي قائد الجيش ومرضعتها كانت زوجة الوزير آى الذي يحتمل أن يكون أخا للملكة تيي، وكان يطلق عليه في كثير من الأحيان "أبو الإله" وهذا يوحى بأنه ربما كان أباه بحكم زواجه من أمه، وعلى كل حال فإن آى لم يذكر مطلقًا عن نفسه أنه أبو نفرتيتى. بالرغم من أن هناك مراجع تشير إلى أن صورة أخت نفرتيتى موت نوتجمت قد زُين بها قبر آى.

دورها كزوجة
شاركت الملكة نفرتيتي زوجها في عبادة الإله الجديد آتون قوة قرص الشمس وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون، ويفترض أن تمنح المباركة الكاملة فقط عندما يتحد الزوجان الملكيان، وقامت نفرتيتي خلال السنوات الأولى لحكم زوجها بتغيير اسمها طبقًا لتغيير عقيدتها إلى نفرنفراتون نفرتيتي الذي يعنى "آتون يشرق لأن الجميلة قد أتت".
تُذكر نفرتيتي بالتمثال النصفي لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيري في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهي أشهر صورة للملكة نفرتيتي، وقد عثر عليه عالم المصريات الألماني لودفيج بورشاردت في 6 ديسمبر 1912 بورشة تحتمس النحات في تل العمارنة.
هرب بورشاردت التمثال الكامل (غير المخدوش) إلى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه إلى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة إلى برلين للترميم.
ويوجد تمثال آخر لرأس نفرتيتى بالمتحف المصري من الكوارتز الأحمر والمزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين ولكنه أقل شهرة.
أخناتون ونفرتيتي وأبناؤهما
ومن ألقاب نفرتيتي الملكية الزوجة الملكية العظيمة، وقد أنجبت نفرتيتي من أخناتون ست بنات هن:
    ميريت آتون وقد ولدت في طيبة قبل الانتقال إلى أخت أتون
    مكت آتون
    عنخس إن با آتون والتي تزوجت من توت عنخ آمون
    نفرنفرو آتون تاشيري
    نفرنفرو رع
    ستب إن رع

حياتها
شاركت الملكة نفرتيتى زوجها في عبادة الديانة الجديدة وهي عبادة آتون قوة قرص الشمس وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون، ويفترض ان تمنح المباركة الكاملة فقط عندما يتحد الزوجان الملكيان.وقامت نفرتيتى خلال السنوات الأولى لحكم زوجها بتغيير اسمها طبقا لتغيير عقيدتها إلى نفرنفراتون نفرتيتى الذي يعنى آتون يشرق لان الجميلة قد أتت.وكانت نفرتيتى تساند زوجها أثناء الإصلاحات الدينية والإجتماعية، ثم انتقلت معه إلى أخيتاتون أو تل العمارنة. وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائلية، حتى في المناظر التقليدية للحملات العسكرية والتي صورت فيها وهى تقوم بالقضاء على الأعداء.

تمثالها
تُذكر نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتى،وقد عثر عليه عالم المصريات الألماني (لودفيگ بورشاردت) في 6 ديسمبر 1912بورشة النحات تحتمس في تل العمارنة. هرب بورشاردت التمثال الكامل (غير المخدوش) إلى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه إلى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة إلى برلين للترميم.ويوجد تمثال اخر لرأس نفرتيتى بالمتحف المصري من الكوارتزيت الأحمر والمزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين ولكنه أقل شهرة.من غير المعروف حتى الآن هل هناك مومياء للملكة نفرتيتي أم لا؟. المؤكد هو أن العلماء عثروا على مومياوات في الغرفة السرية لقبر أخناتون. ففي القرن التاسع عشر، عثر عالم الآثار الفرنسي فيكتور لوريت، عندما قام بفتح أحد جدران الأقبية، على سرداب جانبي يحتوي على ثلاث مومياوات، واحدة لرجل واثنتان لنساء، إحداهن كانت أصغر سناً من الأخرى. وقتذاك لم تثر هذه المومياوات أي اهتمام يذكر، وقد تم تصويرهن في عام 1907، وأصبحن في غياهب النسيان. ولكن مؤخراً، راود العلماء بعض الشكوك بأن إحدى هاتين المومياواتين هي نفرتيتي .في عام 2002، أعلنت الباحثة البريطانية جوان فليتشر من جامعة نيويورك وهي خبيرة في المومياوات أن رفات المومياء الشابة تعود للملكة نفرتيتي، وأكدت بأن هذه حقيقة لا غبار عليها. وأضافت جوان مبتهجة إنه الاكتشاف الأروع في حياتي! قالت ذلك، بعد أن سمح لها أن تخضع المومياء إلى فحوصات منها الأشعة السينية.وخير دليل على أن إحدى هاتين المومياواتين هي "المرأة الجميلة التي أقبلت" هي الجودة العالية من التحنيط والتشابه التشريحي مع أوصاف لرفات نفرتيتيّ. على أقل تقدير، هذا ما رأته السيدة فليتشر في أعضاء المومياء في الرقبة والكتفين، والأهم من ذلك في وجهه.كانت المومياء صلعاء – حليقة الرأس من أجل ارتداء شعر مستعار خاص. ويبدو أن فليتشر قد عثرت على الشعر المستعار. ولكن هذا الادعاء أصبح محط جدال متنازع عليه لاحقا من قبل السلطات المصرية.كما أظهرت الفحوصات وجود آثار لحزام من الجلد مطبوعة على جبين المومياء. وآثار لوجود اثنين من الأقراط في الأذن اليسرى شوهدت في وقت سابق على بعض صور للملكة.وبعد ذلك بقليل، تم العثور بالقرب من المومياء على يدها المكسورة، وقد أمسكت بها الصولجان، وهذا كما هو معروف، سمة من سمات سلطة الفراعنة.ولهذا لم تكن جوان فليتشر تشك في أنه تم العثور أخيراً على رفات نفرتيتي. خلافاً لما هو عليه الحال مع الزملاء الذين شككوا وأعربوا عن اعتقادهم أن هذه الرفات ليست إلا مومياء لامرأة شابة من العائلة المالكة، لقيت حتفها خلال عهد السلالة 18 .
كما انتقد الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية الأسبق والذي يعتبر أبرز عالم للمصريات ويشغل الآن منصب الأمين العام للمجلس الأعلى المصري لحماية الآثار، انتقد الباحثة فليتشر مؤكداً أن المومياء التي أشارت إليها الباحثة هي لفتاة يتراوح عمرها بين 16-20 عاماً، في حين أن الملكة نفرتيتي كانت أكبر سناً.أما الآن يقوم علماء المصريات بدراسة مومياء السيدة الثانية من قبر إخناتون. وهنا أيضاً يمكن الحديث عن وجود أوجه تشابه بينها وبين الملكة، ويبدو أن الكلمة الفصل ستكون لتحليل الحمض النووي. فمثل هذه التحاليل ساعدت على تحديد شخصية كل من جدة توت عنخ آمون وإخناتون نفسه، الذي كان بالفعل والداً لتوت عنخ آمون. والسؤال الذي يطرح نفسه هل المومياء المعروفة برمز KV35YL هي الملكة نفرتيتي؟ ربما. أو ربما لا. فالشكوك حول أمومتها ليست موجهة فقط نحوها وإنما نحو شقيقة إخناتون.فمن المعروف أن نفرتيتي كانت زوجته الأولى.
تمثال رأس نفرتيتي

نهاية حياتها
توفيت إحدى بناتهم وهى ميكيت-أتون، وقد صور حزنهم عليها في بعض الرسوم الحائطية. وبعد وفاة إبنتهم، اختفت نفرتيتى من البلاط الملكى وحلت ابنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى.بعد العام الثاني عشر لحكم أخناتون اختفت نفرتيتى ولم يوجد أي ذكر لها ويعتقد أنها توفيت ودفنت في مقبرة بأخت أتون ويعتقد أيضا أن توت عنخ آمون نقل مومياءها مع والده أخناتون عندما هجرت أخت أتون.
قبرها
عجز علماء المصريات عن تحديد موضع قبر نفرتيتي طيلة سنوات من البحث بعد اكتشاف قبر توت عنخ آمون. وفي سنة 2015 أعلن الدكتور نيكولاس ريفيس من جامعة أريزونا إنه ربما يكون قد عثر على قبر الملكة سالفة الذكر وإنها ربما تكون قد دفنت سرا داخل قبر توت عنخ آمون، ذلك أن الفحوصات أظهرت أنه ربما يكون هناك مدخلا في قبر توت عنخ آمون. وأن هذا الباب ربما يؤدي إلى مكان دفن الملكة نفرتيتي. فقد أظهر المسح الضوئي الرقمي أن هناك بقايا لمكانين كانا يستعملا كأبواب، وبالتالي افترض ريفس وجود ممر سري يؤدي إلى غرف دفن أخرى، وقال بأن هذا هو السبب على الأرجح الذي يجعل قبر توت عنخ آمون أصغر من سائر قُبور فراعنة مصر.


الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

الرحلة الحادية والعشرون.. الملكة حتشبسوت







الملكة حتشبسوت
غنمت امون حتشبسوت، هي ملكة حاكمة مصرية قديمة، وهي الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية ثم كملكة و ابنة الإله آمون بعد أن نشرت قصة نقشتها في معبدها بالدير البحري تقول فيها إنها كانت نتيجة لقاء حميم بين آمون وأمها الملكة أحمس، ويخلط مانيتون في ترتيبها فيضعها بعد أمنحتب الأول في منتصف الأسرة الثامنة عشرة.
غنمت آمون حتشبسوت ، والشهيرة بـ (حتشبسوت) ، أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر، وأقواهن نفوذًا؛ فقد كان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة فحسب، بل وفي تاريخ مصر القديم كله.
حتشبسوت هي خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة المصرية القديمة ، ويعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح ملوك المصريين القدماء .
ويعنى اسمها : خليلة آمون المفضلة على السيدات ، أو خليلة آمون درة الأميرات .

ميلادها وعائلتها
ولدت حتشبسوت في عام 1508 قبل الميلاد ، وهي الابنة الكبرى للملك (تحوتمس الأول) ، والملكة (أحمس) .
ويعتبر الملك (أحمس الأول) صاحب الانتصار العظيم في تحرير مصر من الهكسوس ، هو الجد الأكبر لحتشبسوت ، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر الفرعونية التي تنتمي إليها .
ولقد كانت (حتشبسوت) الوريثة الشرعية لعرش البلاد، حيث لم يكن هناك وريث شرعي من الذكور، ولكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها هو (تحوتمس الثاني)، من زوجة ثانوية تدعى (موت نفرت) .
تعليمها
تلقت حتشبسوت تعليماً عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح ، بالإضافة إلى القراءة والكتابة ، والحساب والفلسفة ، والطقوس الدينية ، وقواعد اللغة والإنشاء .
ولقد كان عليها أن تثابر على نقل وتعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء ، كأي فرد من زملائها ، مثل أخيها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) ، والأمراء والأميرات الصغار ، وعدد من أبناء الوزراء والأسر النبيلة ؛ وما من شك في أنها كانت تخشى المعلم الذي كان يلقنها الدروس ، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم ، ولقد كان هذا مثالاً للعدالة التي تطبق على الجميع بالتساوي بدون خوف أو محاباة ، والتي أصبحت جزءاً أساسياً في حياة المجتمع المصري في ذلك الوقت ، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأي امتيازات خاصة في معاملتها ، وقد كانت المدرسة الملكية قي بيت فرعون كغيرها من مدارس البلاد ، تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند الظهيرة ، كما تفعل الكثير من مدارس مصر في الوقت الحاضر.

زواجها
تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثاني) ، على عادة الملوك الفراعنة ، الذي لم يكن أمامه كي يقبض على صولجان الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت ، وأنجبت منه ابن وبنتان ، فأما الابن فمات في طفولته ، ولم يبق اسمه على أي أثر من الآثار ، وأما الابنتان فاسمهما (نفرو رع) ، و(مريت رع حتشبسوت) .

وقد أنجب زوجها (تحوتمس الثاني) ، ابنه (تحوتمس الثالث) ، من أحد محظيات البلاط الملكي ، والتي كانت تدعى (إيزة) .
توليها الحكم
لم يكن الطريق ممهداً أمام حتشبسوت ، ومفروشاً بالورود كي تصل إلى الحكم ، فقد واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعاً وسلطة دينية ذكورية ، أبت أن ترى الحاكم إلا في صورة رجل .
بدأت حتشبسوت وقتاً عصيباً من حياتها وهي في عمر العشرين ، عند وفاة والدها (تحوتمس الأول) ، فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم ، والوريثة الشرعية للعرش ؛ لذا فإنه كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحوتمس الأول على العرش . لكن ، تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمراً على غير هواهم ؛ لهذا السبب كان من المحتم أن يشرك معها أخوها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) في الحكم ، ذاك الشخص النحيل واهن الصحة ، قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، وأن يكون شريكاً معها في الملك كفرعون للبلاد ، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا .
ولم يكن هناك فائدة ترجى من وراء الاحتجاج ، فقد كانت كل الظروف ضدها ، وبدئوا يعدون لزواجها من تحوتمس الثاني وبهذا حصل تحوتمس الثاني على شرعية الحكم ، ولسنا نعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة ، اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب . ولكنه ، بدلاً من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء كما كان يفعل أبوه ، أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة عن الخارجين عن حكمه .
كان تحوتمس الثاني شخصاً ضعيفاً وربما كان مريضاً في نفس الوقت ، وكانت في الحقيقة حتشبسون هي التي تدير أمور الدولة ، وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار ، وكانت صاحبة الأمر والنهي ، وبعد وقت قصير أصبح واضحاً أنه سائر في طريق الموت ، وأخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت ؟ لم يكن هناك أمير آخر يستطيع أن يخلفه على العرش ، كما لو أنها ستحكم البلاد في النهاية بمفردها ، بينما سُر أصدقاؤها الذين يعرفون قدرتها وقوتها من هذه الفكرة ، وكانوا على أتم استعداد ليخدموها بإخلاص عندما يحين الوقت .
لكن ، زوجها (تحوتمس الثاني) كان يريد أن يمنح ابنه (تحوتمس الثالث) ، حق تولي العرش من بعده ، وقد كان هناك شخصاً يدبر المؤامرات مع معبد آمون بالكرنك ، مثيراً الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم ، وقد كان هذا الشخص هو (تحوتمس الثالث) نفسه ، الذي كان يعيش في المعبد كأحد كهنته .
لقد مات تحوتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد ، وفي أحد الأيام بعد موته بوقتٍ قصير ، وعندما كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالاً يخرج فيه موكب الإله آمون ، وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال (آمون) ، أمام كاهن صغير ، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك ، ووافق جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن آمون قد اختاره ليشاركها الحكم .
وقد كان هذا الكاهن الذي وقفت محفة (آمون) أمامه ، هو (تحوتمس الثالث) ابن زوجها المتوفى .
وفي اليوم الثالث من شهر مايو 1501 قبل الميلاد ، ترك تحوتمس عمله كأحد صغار الكهنة في معبد آمون ، ليدخل القصر الملكي للفراعنة ، وقد كان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت أربعاً وثلاثين سنة ، ومنذ اليوم الأول وسادت بينهم المنافسة والمرارة ، ولم تلبث حتشبسوت إلا وأن جمعت حولها مناصرين وكونت حزباً مناصراً لها ، ولم يلبث هذا الحزب إلا وقتاً قليلاً حتى اشتد نفوذه ، وأصبح قوياً لدرجة أن الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة الكافية أصبح عاجزاً عجزاً تاماً عن حكم البلاد ، واضطر لإخلاء المكان لحتشبسوت .
وأخيراً تم إعلان حتشبسوت في عام 1404 قبل الميلاد ، ملكاً على الصعيد والدلتا ، وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون .
وفي أغاني المديح التي كانت تغني في مدحها ، كانوا يسمونها (حورس الأنثى) ، وأضافوا علامة التأنيث في آخر الكلمة التي تدل على (الجلالة) .
ولقد كانت الخانات الملكية التي كتب اسم حتشبسوت في داخلها ، والتي تظهر على جدران الدير البحري والكرنك وفي غيرها من الأماكن في مصر صريحة في معانيها ، فقد أضيف بجوار اسمها (ملك الصعيد والدلتا ، ابنة الشمس ، صديقة آمون حتشبسوت ، حورس الذهبي ، مانحة السنين ، إلهة الاشراقات ، هازمة جميع البلاد ، التي تحيي القلوب ، السيدة القوية) .
ولقد كانت هذه اللحظة هي لحظة النصر بالنسبة لها ، ويقدر المؤرخ المصري القديم (مانيتون) ، فترة حكمها بـ 21 سنة ، وتسعة أشهر .
وقد يثار هنا تساؤل ماذا فعلت حتشبسوت بتحوتمس الثالث ، بعد أن أطاحت به ، وقد يظن البعض أنها قتلته أو نفته لمكان بعيد عن مصر . لكن ، الحقيقة أنها عهدت إلى تربية وتعليم هذا الفرعون الذي كان قبل ذلك كاهناً صغيراً في السن تربية عسكرية ، وعلمته فنون إدارة الدولة ، ليقود بعض الحملات العسكرية ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد في أواخر حكمها ، وقد تولى الحكم بعد موتها ، بعد زواجه من ابنتها (مريت رع حتشبسوت) ، مما أعطى له شرعية الحكم ، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر ، وكون أول وأقوى امبراطورية مصرية عرفها التاريخ.

أعمالها في فترة حكمها
- اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية ، وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار ، وتحت صولجان الفرعون المرأة استطاعت مصر أن تغتني وتزدهر ، فقد أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة ، وخاصةً مناجم النحاس والملاخيت في شبه جزيرة سيناء ، فقد كان قد توقف العمل في تلك المناجم في فترة حكم الهكسوس لمصر وما تلاه ، ومازلنا نجد في سيناء لوحة عليها كتابة توثق هذا العمل ، وتمجد ما فعلته .
ونشـّطت حتشبسوت كذلك حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثانى، وأعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، حيث قامت بتنظيف هذه القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى، وذلك لتسيير أسطول مصر البحري بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحر الأحمر. وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحرى بالأقصر
اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجارى المصرى فأنشأت السفن الكبيرة ، واستغلتها في النقل الداخلى لنقل المسلات التى أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون ، وفي بعثات التبادل التجارى مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر ، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود .
- بعثة المحيط الأطلسى:أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسى ، وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسى لاستيراد بعض أنواع السمك النادر .
- بعثة بلاد بونت: أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت (الصومال حاليا ، وجنوب اليمن)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة. وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحرى على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر ، ولا تزال الألوان التى تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير
- بعثة أسوان: أيضا صورت على جدران معبد الدير البحرى وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت، وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر، وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهى تزين حتى الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس .
ويعجب المؤرخون والمهندسون حتى يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر، فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر، ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق، وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتشبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح، ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التى اتبعها المهندس المصرى القديم للقيام بهذا العمل الجبار، ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك، إلا أن المهندسين المصريين القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها. ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة غيرالكاملة التجهيز في محجر أسوان، ويسألون أنفسهم : كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك؟ ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا، وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان ، وتسمى الآن بـ (المسلة الناقصة) .

حملات عسكرية
كان السائد في عصر حتشبسوت ، هو السلام والرفاهية وازدهار الحركة التجارية مع دول الجوار، فلم تكن تميل إلى سياسة الغزو الخارجي . لكن ، سجلت بعض الحملات العسكرية القليلة في عهدها ، التي جاء أغلبها حملات تأديبية ، بالإضافة إلى حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهي الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وبعض المخطوطات مثل مخطوط وجد في مقبرة سنّموت (Senenmut (TT71 تفصح عن حملات تأديبية في النوبة وبعض البلاد الأخرى التي كانت تحت السلطة المصرية ، كما الآتي :
    حملة تأديبية على النوبة في بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت. ورد ذلك في مخطوط لرئيس الخزانة تيي Tij.
    حملة تأديبية على سورية وفلسطين، طبقا لمخطوط في الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة
    حملة ضد تمرد في النوبة في العام 20 من حكمها (مكتوبة على لوحة تومبوس Tombos.)
    حملة تأديبية على ماو Mau بالقرب من منطقة فرقة Firka بين السنتين 20 و22 من حكمها.

سر ظهور حتشبسوت بملابس الفراعنة الذكور
لم تشأ حتشبسوت أن تبتدع جديداً في مظهر الفرعون الحاكم التي ألفها الناس لعقود طويلة ، فعلى الرغم أنه في بداية حكمها كانت تصور كامرأة بكامل زينتها إلا أنه في وقت لاحق أصبحت مثالاً على الفرعون القوي ذو العضلات ، الذي يضع لحية مستعارة . فقد أخذت تلبس ملابس تشبه ملابس من سبقها من الفراعنة الرجال في الاحتفالات الرسمية ، كما ظهرت في بعض تماثيلها بذقن مستعارة كما هو المألوف في تماثيل الفراعنة .
وإن كان هذا لم يقلل من كون حتشبسوت ، كانت تمتلك كل صفات الأنثى الجميلة ، فقد كانت ذات بشرة خمرية لطيفة ، وأنف معقوف قليلاً ، ووجه مستدير .
وكانت تحب الزهور والحدائق والأشجار ، وكل شيء ذو أريج ، زاهي الألوان .
هل كانت هناك قصة حب بين الملكة والمهندس"سنّموت" ؟
لقد كان "سنموت" لغزاً مثيراً في حياة حتشبسوت ، ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري ، والذي منحته 80 لقباً ، والذي كان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغير (نفرو رع) ، وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته ، ليكون قريباً منها في الحياة الأخرى ، كما كان قريباً منها في الدنيا . أما هي فقد كانت تقدر نبوغه وقوة شخصيته، لدرجة جعلها تسمح له ببناء مقبرته في حرم معبدها ليجاورها في مماته كما كان يفعل في الدنيا .
وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين الاثنين سنموت وحتشبسوت ، بعد وفاة زوجها. لكن ، هذا ليس مؤكداً ، وقد تكون مجرد علاقة احترام متبادل .
والمهندس الملكي سنموت ، هو من شيد لحتشبسوت أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أو الحديث وهو معبد الدير البحري ، الذي شيده في حضن الجبل الغربي ، وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض الملكي المجلوب من طرة، وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى ، لكي ترتقيها روح الملكة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم .

وفاتها
توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف ، والذي يوافق (14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام 22 من فترة حكمها ، كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت.
ولقد تم التحقق من مومياء حتشبسوت ، أن علامات موتها هي علامات لموت طبيعي ، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري.
وقبر حتشبسوت موجود في وادي الملوك ويرمز له بالرقم KV20 ، وربما قامت حتشبسوت بتوسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، وقد وجد تابوتها موجوداً بجانب تابوت أبيها .
ومؤخراً التقطت لمومياء الملكة حتشبسوت صورة تظهر فيها باسمة حالمة وادعة؛ كمن أدى رسالته على أكمل وجه ، وأخيراً إستراح. والطريف في الصورة أيضاً أن الملكة كانت تتمتع بشعر ناعم ملون جميل؛ يظهر بوضوح في الصورة أيضاً، وهذا يدل على أن علم التحنيط الذي أبدعه المصريون القدماء سراً عظيماً لو أكتشف؛ قد يغير مظاهر الدفن في العالم بأسره.
ومهما يكن من أمر الملكة "حتشبسوت" فإنها واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ، ولقد بذلت كل الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كإمرأة تحكمه ، وسواء أقنعت "حتشبسوت" الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها ، أم لم تقنعهم ، فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال .
حتشبسوت (تعني: من أبرز السيدات النبيلة؛1508-1458 ق.م.) كانت الفرعون الخامس من عصر الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة. يعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنة، حامله للقب أطول من أي امرأة أخرى في الأسر المصرية. تميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار . وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول وأمها الملكة احموس . وكان أبوها الملك قد أنجب ابنا غير شرعيا هو تحتمس الثاني . وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية ، ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له.

عائلتها
هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة وأسرارا وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية "سنموت" ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذي منحته 80 لقبا . وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت الاثنين سنموت وحتشبسوت فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في "حياة أسطورية" ، وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.
( كانت حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني (حوالي 1512 ق.م - 1504 ق.م) من السلالة الثامنة عشر ، ويبدو أن زوجها أُطيح به طوال بضع سنين ، ولكنهما عادا إلى العرش سنة 1493 قبل الميلاد ، وطوال السنوات ال12 التالية كرّست كل قواها وموارد مصر لإنشاء الطرق ، وتشييد المنازل ، والمعابد ، ولتحسين الأحوال البلاد الداخلية ، ومحاولة إبقاء مصر بعيدة عن الحرب مع جاراتها ، ومن أعظم أعمالها ضريح لزوجها في وادي الملوك ، بالقرب من طيبة ، وكانت ترعى كذلك الفنانين والحرفيين ، وكان لها ابن هو امنحوتب الثاني (حوالي 1447 ق.م - 1420 ق.م) ) .

حكمها
اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول أقصى وسعها لتنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أية حروب معهم.
توليها الحكم
واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمي ويقول بعض الناس أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم لكن لا يوجد دليل كافي. ومن جهة أخرى واجهت مشاكل مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض. لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم. في الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبيا وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد. فعملت حتشبسوت على حكم البلاد إلى أن يكبر، وراعت أن يتربى تحتمس الثالث تربية عسكرية بحيث يستطيع اتخاذ مقاليد الحكم فيما بعد. نشـّطت حتشبسوت حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثاني، وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر، واتسم عهدها بالسلام والرفاهية.

القابها واسم التتويج
من اليسار إلى اليمين: الملكة أحمس، والملك تحتمس الأول، أم حتشبسوت وأبوها ثم أختها الأكبر منها نفرو رع. لاحظ تصوير الصغيرة وضفيرتها الوحيدة.
حدود الإمبراطورية المصرية في عهد الملك تحتمس الثالث ، القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمي ويقول بعض الناس أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم لكن لا يوجد دليل كافي.
ومن جهة أخرى واجهت مشاكل مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض. لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم. في الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبيا وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد. فعملت حتشبسوت على حكم البلاد إلى أن يكبر، وراعت أن يتربى تحتمس الثالث تربية عسكرية بحيث يستطيع اتخاذ مقاليد الحكم فيما بعد. نشـّطت حتشبسوت حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثاني، وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر، واتسم عهدها بالسلام والرفاهية.
القابها واسم التتويج
من اليسار إلى اليمين: الملكة أحمس، والملك تحتمس الأول، أم حتشبسوت وأبوها ثم أختها الأكبر منها نفرو رع. لاحظ تصوير الصغيرة وضفيرتها الوحيدة.
حدود الإمبراطورية المصرية في عهد الملك تحتمس الثالث ، القرن الخامس عشر قبل الميلاد.



الاثنين، 30 ديسمبر 2019

الرحلة العشرون.. قصر عابدين بالقاهرة










قصر عابدين، أشهر القصور المصرية وشهد الكثير من الأحداث منذ العهد الملكي وحتى نشأة القاهرة الحديثة. يعد قصر عابدين تحفة تاريخية نادرة بالشكل الذي حوله إلى متحف يعكس الفخامة التي شيد بها القصر والأحداث الهامة التي شهدها منذ العصر الملكي وحتى قيام ثورة يوليو 1952.
العنوان: شارع جمعه عابدين،، ميدان الجمهورية، رحبة عابدين، عابدين، محافظة القاهرة
تاريخ الافتتاح: 1874
ساعات العمل: مفتوح سيتم إغلاقه في ٣ م
تاريخ بدء التشييد: 1863
الهاتف: 02 23916909
****
رغم أن القاهرة تعج بالمتاحف التاريخية، إلا أن زيارة متاحف قصر عابدين لها متعة خاصة؛ لأنها تأخذك إلى الحقبة الملكية المصرية بكل ثرائها وفخامتها وزخمها وتقربك من شخصية ملوك مصر وهواياتهم المميزة في جمع كل ما هو فريد ونادر.
كان القصر مقراً للحكم منذ عام 1874م، وقد شهد خلالها القصر أهم الأحداث التي كان لها دور كبير في تاريخ مصر الحديث والمعاصر. يقع القصر المهيب في قلب القاهرة على مساحة 15 فدانا وهو محاط بأسوار وبوابات حديدية ضخمة وتحيط به حدائق صغيرة ويطل على ميدان فسيح هو ميدان عابدين الشهير.
وتبدأ الجولة بالوصول إلى شارع باب باريس حيث مدخل زوار القصر والمتاحف، في الجهة اليمنى مبنى صغير ومرأب للسيارات حيث يمكنك حجز تذاكر الدخول وتذكرة خاصة للتصوير بكاميرا بسعر زهيد.
قبل أن تخطو عبر بوابة «باب باريس»، توقف قليلا لتتأمل روعة ودقة تصميم البوابة الخشبية العملاقة بنقوشها وزخارفها البديعة، وهي التي أمر الخديوي إسماعيل بتصنيعها خصيصا في مدينة باريس الفرنسية لاستقبال الإمبراطورة أوجيني خلال زيارتها لمصر بمناسبة افتتاح قناة السويس.
وبعد البوابة الرئيسية ستجد نفسك أمام بهو تتوسطه نافورة تحفها تماثيل لملوك مصر من أبناء محمد علي باشا. وهنا سوف تلتقي بأحد المرشدين الذي سيأخذك في جولة مجانية ممتعة تتعرف فيها على كل قطعة من مقتنيات المتحف. وسوف يكشف لك المرشد بأن فكرة متاحف القصر قديمة وأول من بدأها كان الملك فؤاد الأول الذي حرص على تخصيص عدد من قاعات قصر عابدين لتكون متاحف تتضمن مقتنيات الأسرة من أسلحة وذخائر وأوسمة ونياشين ووثائق، يتباهى بها أمام ملوك العالم حينما يزورون قصره المنيف. وورث الملك فاروق الأول ولع والده بالتحف وأضاف للمتاحف الكثير من المقتنيات الخاصة به التي جمعها من مزادات أوروبا والتي يعود معظمها إلى القرن الثامن عشر.

تتضمن متاحف قصر عابدين: متحف النياشين والأوسمة، ومتحف الأسلحة، ومتحف الفضيات، ومتحف السلام ومتحف الوثائق التاريخية.
في أول جولتك سوف تجد عدداً من البزات العسكرية التي تعود للعصور الوسطى، والتي كانت تصنع للفرسان من الحديد الصلب ويصل وزنها لنحو 50 كيلوغراما، ومقسمة لتغطي أجزاء الجسم من الرأس وحتى القدم، ثم مجموعة من البدل العسكرية تعود لعصر المماليك وهي مصنوعة من حلقات حديدية متداخلة تسمى «الزرد»، كما توجد بزة حربية لمحارب من عصر الشاه الإيراني عباس الصفوي، تعود للقرن الخامس عشر.
وتتراص دواليب العرض المتحفي في تناغم حيث تجد دواليب لعرض الخناجر بأشكال متنوعة تستعرض تاريخ تطور صناعتها وتنوعها ما بين الشرق والغرب. ثم دواليب لعرض الأسلحة النارية بأنواعها والتي يعود بعضها للقرن السابع عشر. والمبهر حقا الأسلحة المخادعة التي كان يقتنيها الملك فاروق، ومنها أقلام وقداحات وعصا خشبية تطلق الرصاص في حال تعرض الملك لغدر مفاجئ. كما يضم مجموعة من الخناجر العربية المهداة من الملوك العرب، وأبرزها الخنجر الذي أهداه الملك عبد العزيز آل سعود للملك فاروق وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطعم بفصوص من الألماس.
فضلا عن الخنجر الشخصي لثعلب الصحراء روميل عليه عبارة باللغة الألمانية «كلنا من أجل ألمانيا». والسلاح الشخصي لموسوليني، والذي اقتناه الملك فاروق من مزاد بإيطاليا.
ومن المعروضات المبهرة حقا في متحف الأسلحة (سيف العدل والتتويج) وهو الذي توج به قيصر روسيا الأول، ولا يوجد مثيل له حتى في روسيا وقد حصل عليه الملك فاروق عام 1948 من أحد المزادات في أوروبا بمبلغ 11 ألف جنيه إسترليني. السيف صنع في ألمانيا في القرن السابع عشر من الفضة الخالصة ومطلي بالذهب ومطعم بالأحجار الكريمة والعقيق والياقوت والزمرد. وهناك سيف مميز من الذهب ومطعم بالألماس، أهداه ملك إنجلترا جورج الثالث، كهدية زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة. وسيف آخر من أمير الكويت عبد الله السالم الصباح كهدية زفاف الملك فاروق الثاني من الملكة ناريمان عام 1951. وأيضا يوجد السلاح الشخصي للملكة فريدة، وهو عبارة عن مسدس صغير مصنوع من الفضة ومقبضه من الصدف صنع خصيصا لها في بلجيكا.
الشعور بالانبهار والدهشة سوف يلازمك في كل فاترينة عرض، سواء لروعة المقتنيات أو لغرابتها. في جزء آخر ستجد مقتنيات مكتب الملك فاروق ومنها ساعة مكتب سويسرية الصنع، علب السجائر الخشبية أو الملونة بلوحات فرنسية بألوان رائعة، تيجان فرعونية مطعمة بالياقوت والفيروز وكؤوس ذهبية. وفي ركن آخر فاترينة عرض للآلات الموسيقية للفرقة الملكية تتوسطها النوتة الموسيقية للنشيد الوطني المصري.
ويمكن أن تأخذ جولتك في متحف النياشين والأوسمة أكثر من 30 دقيقة بعد أن تتفحص تاريخها ودلالاتها. يتكون المتحف من قسمين الأول منها يحتوي على مقتنيات أسرة محمد علي باشا من تحف متنوعة ونادرة كقلادة الملك فؤاد وقلادة الشريف حسين بن علي. أما القسم الآخر فيضم مجموعة رائعة من الأوسمة والنياشين والميداليات. خلف هذا القسم توجد أغرب المقتنيات وهي خزانة المجوهرات السحرية المدججة بالطلقات النارية، والتي اشتراها الملك فاروق من مزاد في فرنسا وتعود للقرن السابع عشر. وبمجرد أن يحاول أي شخص غير الملك فتح الخزانة التي لها كود سري لفتحها، تشهر الفوهات النارية الأربعة الأشبه بمدافع صغيرة في وجه السارق وتصيبه بالرصاص.
والأمر اللافت أن كل ركن وكل حائط من حوائط القصر تزينه لوحات فنية ممهورة بتوقيع فنانين فرنسيين، سواء لمشاهد حربية أو للأزياء العسكرية المصرية عبر العصور، ما يجعل الجولة بين أروقة المتاحف غنية وشيقة. وأيضا مجموعة صور فوتوغرافية للأسرة المالكة وصورة الزفاف الملكي للملك فاروق.

وتحوي متاحف عابدين أيضا متحفا خاصا بالفضيات يتضمن أدوات وأواني من الفضة والكريستال والبلور الملون والصيني حيث توجد قطع وأدوات مائدة صنعت خصيصا للأسرة المالكة في فرنسا وبلجيكا والنمسا وإنجلترا، خلال عهود حكمها المختلفة. ومن أبرزها إثارة للإبهار أطباق الفاكهة الضخمة والتي تزن أكثر من مائة كيلوغرام من الفضة والتي يشارك في حملها عدد من الخدم، وكذلك أواني الحساء الضخمة التي كانت تقدم في الحفلات الملكية. ومن أروع المجموعات التي يعرضها هذا المتحف تحف (الجالييه) من الزجاج الملون عليها مناظر طبيعية منفذة بالأسلوب البارز وأغلبها لأشجار ونخيل وجبال وأنهار وأفرع نباتية وأزهار بألوان رائعة تحاكي الطبيعة الفرنسية صنعها الفنان الفرنسي إميل جالييه.
تتضمن الجولة بقصر عابدين زيارة لمتحف الوثائق التاريخية والذي افتتح في عام 2004 وهو يحتوي على مجموعة من الوثائق النادرة من الفرمانات والوثائق التي تحكي تطور أحداث مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الحكم الملكي. وهو يعتبر كنزا للباحثين والدارسين المتخصصين في تلك الحقبة الزمنية.
أما متحف السلام والذي تأسس في عهد الرئيس محمد حسني مبارك فهو يتضمن مجموعة من الهدايا والمقتنيات الخاصة التي أهديت له من قبل ملوك ورؤساء الدول وكبار ضيوف الدولة في مناسبات كثيرة من أسلحة ودروع تذكارية ومجسمات وغيرها. وأضيفت له مقتنيات الرئيس الأسبق عدلي منصور والرئيس عبد الفتاح السيسي. ومنها: مجسم للحرم النبوي مهدى من المملكة العربية السعودية، ومجسم لواحة تتوسطه ساعة من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومجموعة هدايا قيمة من المخابرات السعودية، ومنها مجسم ذهبي لساعة مكة، ومجموعة مصاحف من ملوك الدول العربية مطعمة بالأحجار الكريمة. ومركب فرعوني من الخشب تعود لعام 2100 ق.م أهداها الرئيس الروسي بوتين للرئيس السيسي أثناء زيارة لروسيا.
ومسك الختام في جولتك بقصر عابدين الجلوس بقاعة عرض سينمائي على الطراز الملكي، تحيط بك التحف الملكية الذهبية من كل جانب، مقاعدها وثيرة وضخمة. هنا سوف تشاهد عرضا لفيلم تسجيلي يأخذك في رحلة بين أروقة القصر وأجنحته الملكية وحجراته المختلفة والتي تم مع زيارتها حفاظا على مقتنياتها الثمينة، وفقا للمرشدين السياحيين بالقصر. فقد تم إتاحة القصر للزيارة لمدة 60 يوما بشكل تجريبي، وحينما وجد المسؤولون بأن المقتنيات لا تلقى الاهتمام الكافي من الزوار وأنها تتعرض للتلف فتم منع الزيارة.
وكان قصر عابدين مقرا للحكم للأسرة الملكية في مصر من عام 1872 حتى عام 1952. وترجع تسميته لأحد القادة العسكريين في عهد محمد علي باشا اسمه (عابدين بك) حين كان يمتلك قصرا صغيرا في مكان القصر الحالي فاشتراه الخديوي إسماعيل من أرملته وهدمه وضم إليه أراضي شاسعة ليبدأ في تشييده عام 1836.
أما إذا أردت أن تحتسي القهوة أو قدحا من الشاي في حديقة قصر عابدين كما كان يفعل أفراد الأسرة المالكة من الملوك والأمراء والأميرات وأصدقائهم من ملوك العالم، فذلك أصبح متاحا بعد افتتاح مقهى للمشروبات الباردة والساخنة وهناك مقاعد وطاولات خشبية تطل على حديقة القصر، وتعلوها الحديقة الملكية الشتوية المغطاة، حيث كانت الأميرات يجلسن فيها لاحتساء الشاي ولقاء صديقاتهن. بعد أن تعيش في تلك الأجواء الملكية يمكنك أن تتوقف عند منفذ لبيع الهدايا التذكارية واقتناء ما تشاء من صور تذكارية لغرف القصر وأفراد الأسرة المالكة وميداليات تحمل صورهم، وأظرف عليها شعار الملكية المصرية وصورة قصر عابدين، وفي طريق خروجك من القصر يمكنك التجول والتقاط الصور في حديقة القصر التي يعود عمر نباتاتها إلى أكثر من 150 عاما وتضم مجموعة من أندر النباتات وكشك ملكي للموسيقى، وتم تخطيطها على غرار حدائق قصر فرساي الفرنسي الشهير. صحيح أن جولتك ستكون قد انتهت لكن الانبهار والشغف بزيارة القصر مرة أخرى لن يخفت، بل إن الشوق لزيارته مرة أخرى سوف يتأجج؛ لأن زيارة واحدة لقصر عابدين لا تكفي.

فتح متاحف قصر عابدين مرة أخرى أمام الزوار

انتشرت اخبار عن افتتاح متاحف قصر عابدين مرة اخرى للزوار ودة بعد إغلاقه لعدة سنوات والمعروف عن قصر عابدين انه من افخم القصور الملكية اللى ممكن تزورها فى مصر واللى اتبنت خلال حكم أسرة محمد علي باشا لمصر وكان مقر لحكم مصر في الوقت ‏من سنة 1872 لغاية سنة 1952، المكان عبارة عن تحفة معمارية وتاريخية رائعة هتشوف فيها نموذج للفخامة والجمال مش هتلاقيها فى حته تانيه ده غير انه بيضم عدد كبير من التحف والمقتنيات الذهبية وبأشكال مبهرة جدا.

مواعيد العمل بمتاحف قصر عابدين :

مواعيد العمل بقصر عابدين بتكون من الساعة 9 صباحا : 3 العصر كل يوم ماعدا يوم الجمعة اجازة
أسعار تذاكر الدخول لقصر عابدين :
30 جنيه تذكرة دخول المصريين و 10 جنيه تذكرة دخول الطلبة ، اما دخول الأجانب بيكون ب 100 جنيه و 25 جنيه للطلاب الاجانب ،  وتصريح الموبايل للتصوير ب 5 جنيه
ازاى اروح قصر عابدين
اسهل طريقه توصل بيها لقصر عابدين هى المترو هتنزل محطة محمد نجيب فى ( الخط التانى ) وتخرج من المحطة تمشي شمال هتلاقى القصر ادامك بالظبط .. أو تركب اى حاجة رايحة عابدين أو باب اللوق.



 تنويه  كل المعلومات فى المدونة نقلا عن : موقع ويكبيديا للبحث الحر مقالات على الانترنت خدمة معرفية للقراء عن السياحة والأثار فى مصر  فى مكان...