الاثنين، 13 يناير 2020

الرحلة السادسة والعشرون.. قلعة قيتباى بالاسكندرية







تقع هذه القلعة في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية، وشيدت في مكان منارة الإسكندرية القديمة التي تهدمت سنة 702 هـ إثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882 هـ وانتهى من بنائها سنة 884 هـ.
وكان سبب اهتمامه بالأسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتي هددت المنطقة العربية بأسرها وقد اهتم السلطان المملوكي قانصوه الغوري بالقلعة فزاد من أهميتها وشحنها بالسلاح.
العنوان: السيالة شرق، قسم الجمرك، الإسكندرية
تاريخ الافتتاح: 1477
ساعات العمل: مفتوح سيتم إغلاقه في ٥ م
الغرض المخصص: حصن
الحدث: الثورة العرابية

وصف القلعة
تأخذ هذه القلعة شكل المربع تبلغ مساحته 150 م*130 م يحيط به البحر من ثلاث جهات، وتحتوي هذه القلعة على الأسوار والبرج الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية، وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي، فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود.
ويتخذ البرج الرئيسي في الفناء الداخلي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30 مترا وارتفاعها 17 مترا وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي تضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا.
أما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة (مقعد السلطان قايتباي) يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية يغطيه قبو متقاطع كما يوجد في هذا الطابق فرن لإعداد الخبز البر المصنوع من القمح وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة. وقد جدد السلطان قنصوه الغوري القلعة وزاد من حاميتها، وقد أهملت هذه القلعة في فترة الخلافة العثمانية لمصر.
أنشأ هذه القلعة السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي سنة 882 هـ / 1477 م مكان منارة الإسكندرية القديمة عند الطرف الشرقي لجزيرة فاروس في أواخر دولة المماليك، وهي عبارة عن بناء مستقل طوله 150 مترًا أو أقل، و مكون من ثلاثة طوابق الطابق الأول ذو شكل مربع والثاني مثمن والثالث دائري ويغطي قمةالمنارة قبة ويعلوها تمثال الإله بوسيدون إله البحار والمحيطات ذو الشوكة الثلاثية الشهيرة عند الأغريق وكانت يزينها تماثيل من الرخام، والمنارة عموما مبنية بأحجار ضخمة للغاية وطريقة الأضاءة بها كانت تتم عن طريق كتلة هرميةأو متعددة الأضلاع من البرونز مثقولة بشكل متقن ذو سطح ناعم للغاية تعمل عمل المراّة معلقة وأسفلها موقد نيران، وتعكس الضوء المنبعث من النيران على امتداد حوالي 20 كيلو متر في الماء لتهتدي به السفن القادمة للإسكندرية، وسُمْك أسوارها 4.5 متر.
وكانت المنارة قد تهدمت إثر زلزال عام 702 هـ أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي أمر بترميمها إلا أنها تهدمت بعد ذلك بعد عدة سنوات حتى تهدمت جميع أجزائها سنة 777 هـ / 1375 م.
ولما زار السلطان قايتباي مدينة الإسكندرية سنة 882 هـ / 1477 م توجه إلى موقع المنارة القديمة وأمر أن يبني على أساسها القديم برجا عرف فيما بعد باسم قلعة أو طابية قايتباي، وتم الانتهاء من البناء بعد عامين من تاريخ الإنشاء، وتشير المصادر التاريخية إلى أن القلعة قد بنيت ببعض أحجار المنارة القديمة المندثرة، وليس في نفس مكانها فقط، كما أن المنارة نفسها قد بنيت ببعض أطلال المدن الفرعونية القديمة مثل ممفيس وطيبة .
ولأن قلعة قايتباي بالإسكندرية تعد من أهم القلاع على ساحل البحر الأبيض المتوسط فقد اهتم بها سلاطين وحكام مصر على مر العصور التاريخية.
ففي العصر المملوكي نجد السلطان قانصوه الغوري اهتم بهذه القلعة اهتماما كبيرا وزاد من قوة حاميتها وشحنها بالسلاح والعتاد، ولما فتح العثمانيون مصر استخدموا هذه القلعة مكانا لحاميتهم واهتموا بالمحافظة عليها وجعلوا بها طوائف من الجند المشاة والفرسان والمدفعية ومختلف الحاميات للدفاع عنها ومن ثم الدفاع عن بوابة مصر بالساحل الشمالي.
ولما ضعفت الدولة العثمانية بدأت القلعة تفقد أهميتها الإستراتيجية والدفاعية نتيجة لضعف حاميتها فمن ثم استطاعت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت الاستيلاء عليها وعلى مدينة الإسكندرية سنة 1798 م الأمر الذي أدي إلى الاستيلاء عليها ومنها استولوا على باقي مصر، ولما تولي محمد علي باشا حكم مصر وعمل على تحصين مصر وبخاصة سواحلها الشمالية فقام بتجديد أسوار القلعة وإضافة بعض الأعمال بها لتتناسب والتطور الدفاعي للقرن التاسع عشر الميلادي تمثلت في تقوية أسوارها وتجديد مبانيها وتزويدها بالمدافع الساحلية هذا بالإضافة إلى بناء العديد من الطوابي والحصون التي انتشرت بطول الساحل الشمالي لمصر.
ولما قامت ثورة أحمد عرابي سنة 1882 م والتي كان من نتائجها ضرب مدينة الإسكندرية في يوم 11 يوليو سنة 1882 م ومن ثم الاحتلال الإنجليزي لمصر تم تخريب قلعة قايتباي وإحداث تصدعات بها، وقد ظلت القلعة على هذه الحالة حتى قامت لجنة حفظ الأثار العربية سنة 1904 م بعمل العديد من الإصلاحات بها والقيام بمشروع لعمل التجديدات بها استنادا على الدراسات التي قام بها علماء الحملة الفرنسية والمنشورة في كتاب وصف مصر وأيضا التي قام بها الرحالة كاسيوس في كتابه سنة 1799 م.

التخطيط المعماري العام للقلعة
بنيت قلعة قايتباي على مساحة قدرها 17550 متر مربع وقد بنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية، وهي عبارة عن مجموعة من الأسوار بنيت لزيادة تحصين القلعة، وهذه الأسوار عبارة عن سورين كبيرين من الأحجار الضخمة التي تحيط بالقلعة من الخارج والداخل أعدت لحماية القلعة، فالسور الأول هو السور الخارجي ويحيط بالقلعة من الجهات الأربع، فالضلع الشرقي من هذا السور يطل على البحر ويبلغ عرضه مترين وارتفاعه ثمانية أمتار ولا يتخلله أي أبراج، أما الضلع الغربي فهو عبارة عن سور ضخم سمكه أكبر من باقي أسوار القلعة يتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويعد هذا السور أقدم الأجزاء الباقية، أما الضلع الجنوبي فإنه يطل على الميناء الشرقية ويتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويتوسطه باب، أما الضلع الشمالي فيطل على البحر مباشرة وينقسم إلى قسمين الجزء السفلي منه عبارة عن ممر كبير مسقوف بني فوق الصخر مباشرة به عدة حجرات، أما الجزء العلوي فهو عبارة عن ممر به فتحات ضيقة تطل على البحر، أما الأسوار الداخلية فقد بينت من الحجر وتحيط بالبرج الرئيسي من جميع جهته ما عدا الجهة الشمالية ويتخلل هذا السور من الداخل مجموعة من الحجرات المتجاورة أعدت كثكنات للجند وهي خالية من أي فتحات عدا فتحات الأبواب وفتحات مزاغل خصصت لتكون فتحات للتهوية من ناحية وكفتحات للدفاع من ناحية أخرى.
البرج الرئيسي للقلعة فإنه يقع بالناحية الشمالية الغربية من مساحة القلعة وهو عبارة عن بناء يكون من ثلاث طوابق تخطيطه مربع الشكل يخرج من كل ركن من أركانه الأربعة برج دائري يرتفع عن سطح البرج الرئيسي وقد بني البرج بالحجر الجيري الصلد.


الخميس، 9 يناير 2020

الرحلة الخامسة والعشرون..مسجد الإمام الحسين (القاهرة)











يقع مسجد الإمام الحسين بن علي في القاهرة بمصر في القاهرة القديمة في الحي الذي سمى باسم الإمام (حي الحسين) وبجوار المسجد أيضا يوجد خان الخليلي الشهير والجامع الأزهر.
تاريخ المسجد
بني المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
سمي المسجد بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به، إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.
تحقيق أكاديمي لموضع الرأس
بني المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
سمي المسجد بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به، إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.
تحقيق أكاديمي لموضع الرأس
أن موضع الرأس بالقاهرة وهو أيضا امتداد للرأي السابق حيث يروي المقريزي أن الفاطميين قرروا حمل الرأس من عسقلان إلى القاهرة وبنوا له مشهدا كبيرا وهو المشهد القائم الآن في حي الحسين في القاهرة وهو ما حققه المؤرخ "أيمن فؤاد سيد" أستاذ الدراسات الفاطمية في جامعة القاهرة في كتابه "الدولة الفاطمية في مصر" إستنادا إلى منهج البحث العلمي اذ يقول "ولكن أهم مشهد أضافه الفاطميون إلى الطبوغرافية الدينية للقاهرة هو المشهد الحسيني ، حيث نقل الفاطميون في سنة 548 هج رأس الحسين بن علي بن أبي طالب طالب ، التي كانت مدفونة في عسقلان خوفا عليها من الفرنج ودفنوهاداخل القصر الفاطمي في قبة الديلم التي يؤدي اليها باب الديلم ، باب القصر الفاطمي الكبير الجنوبي"، وهناك رواية محلية بين المصريين ليس لها مصدر معتمد سوى حكايات الناس وكتب المتصوفة أن الرأس جاء مع زوجة الحسين عنهشاه زنان بنت يزدجرد الملقبة في مصر بأم الغلام التي فرت من كربلاء على فرس.
وصف المبنى
يشتمل المبنى على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه بني من قطع صغيرة من القيشاني الملون بدلا من الرخام وهو مصنوع عام 1303 هـ وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات التي بنيت عام 1311 هـ. والمسجد مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي أما منارته التي تقع في الركن الغربي القبلي فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهي اسطوانية الشكل. ولها دورتان وتنتهي بمخروط وللمسجد ثلاثة أبواب من الجهة الغربية وباب من الجهة القبلية وباب من الجهة البحرية يؤدي إلى صحن به مكان الوضوء.
ضريح الحسين
الحسين هو الحسين بن على بن أبى طالب حفيد النبي محمد ولد في السنة الرابعة من الهجرة في المدينة و نشأ في بيت النبوة وبعد أن أوهمه اهل الكوفة أنهم بايعوه للخلافة بدلا من يزيد بن معاوية سار الى الكوفة وعند كربلاء هاجمة جنود عبد الله بن زياد و قتلوه هو وأهله و قطعوا رأسه يوم عاشوراء عام 61 هـ واختلفت الآراء حول مكانها و قيل أن رأس الحسين تم دفنها في ضريح الحسين بالقاهرة بعد إحضارها من عسقلان سنة 1154 ميلادية.
وهناك ست مدن ذكر أن رأس الحسين مقبور بها وهي: "دمشق - الرقة – عسقلان - القاهرة - كربلاء – المدينة".
وقد أنشىء المشهد الحسينى عام 549 هـ لينتقل إليه رأس الحسين بن على بن أبى طالب ولم يبق منه الآن غير الباب المعروف بالباب.
وقد بنيت المئذنة المقامة فوق الباب عام 634 هـ في أواخر العصر الأيوبى ولم يبق منها أيضا سوى قاعدتها المربعة .
وقد جدد الأمير عبد الرحمن كتخدا ما يعلو المئذنة، كما جدد المشهد والقبة المقامة على الضريح عام 1175 هـ وحليت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب.
ولما تولى الخديو إسماعيل حكم مصر أمر بتجديد المسجد وتوسيعه والذي استمر العمل به عشر سنوات حتي انتهي عام 1290 فيما عدا المئذنة التى كمل بناؤها عام 1295هـ .
ومن أهم ما عثر عليه في المشهد الحسينى تابوت خشبى جميل وجد في حجرة أسفل المقصورة النحاسية وسط القبة يتوصل إليها من فتحتين صغيرتين بالأرضية.
وفي سنة 1939م أمر الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها بالرخام فانتهزت إدارة حفظ الآثار العربية هذه الفرصة للتحقق من وجود هذا التابوت ولما وجدته وعاينته، رفعته من مكانه وأصلحته ثم نقلته إلى دار الآثار العربية ليعرض بها.
ولهذا التابوت ثلاثة جوانب وهو مصنوع من خشب التك المستورد من جزر الهند الشرقية وقد قسمت وجهته وجانباه إلى مستطيلات يحيط بها ويفصلها بعضها عن بعض إطارات محفورة بالخطين الكوفى والنسخ المزخرفين وتجمعت هذه المستطيلات على هيئة أشكال هندسية بداخلها حشوات مزدانة بزخارف نباتية دقيقة تنوعت أشكالها وأوضاعها.

 

الثلاثاء، 7 يناير 2020

مسجد عمرو بن العاص . أقدم مسجد في مصر وأفريقيا. Mosque of Amr Ibn Al-Aas

الرحلة الرابعة والعشرون.. جامع عمرو بن العاص










جامع عمرو بن العاص
بني في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها. كان يسمى أيضا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع. يقع جامع عمرو بن العاص شرق النيل عند خط طول 31 13 59 شرق، وعند خط عرض 30 0 37 شمال استنادا إلى الشبكة الإسلامية: «كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك علي يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري،. وهو الآن 120 في 110أمتار»
إبان الحملة الصليبية على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 هـ، خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص. عندما ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 هـ، فأعيد بناء الجامع والمحراب الكبير الذي كسي بالرخام ونقش عليه نقوشا منها اسمه.
موقع مسجد عمرو بن العاص يقع مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بحي مصر القديمة، وقد كان مركزاً للحكم ونواة الدعوة للدين الإسلامي بمصر، وأُطلق عليه عدة أسماء منها تاج الجوامع والجامع العتيق، ولقد بناه عمرو بن العاص في عام 20 للهجرة الموافق عام 641م، وهو أول مسجد بُني في مصر بعد فتحها، وبدايةً بُني المسجد ثم بُنيت حوله مدينة الفسطاط التي تُعد أول عواصم مصر الإسلامية، وكان المسجد عندما اختار موقعه عمرو بن العاص يُطل على نهر النيل، وعلى حصن بابليون أيضاً.
 الصورة الأولى لمسجد عمرو بن العاص
في البداية تكوّن مسجد عمرو بن العاص من مساحة مستطيلة، يبلغ طوله 45 متراً، وعرضه 27 متراً، وتم استخدام الطوب لبناء جدران المسجد ولم تُدهن جدرانه، واُستخدمت جذوع النخيل للأعمدة، والسعف للأسقف، وكان للمسجد عدة أبواب، ولكن لم يكن في حائط القبلة أي باب، ولقد كان المسجد النبوي في المدينة المنورة هو النموذج الذي بُني على نمطه مسجد عمرو بن العاص قبل التعديلات المتعاقبة التي أُجريت عليه؛ حيث عبّر المسجد عن القيم الإسلامية دون إسرافٍ أو تقتير، فقد كان الهدف من بنائه توفير مسطح يحمى المصلين من العوامل الجوية المختلفة.
 دور مسجد عمرو بن العاص من أهم امور التي كانت تؤدى في مسجد عمرو بن العاص التالي:
تأدية الفرائض الدينية.
عُقدت به مجالس القضاء. عُقدت به مجالس القصص. عُقدت به حلقات العلم التي وصل عددها في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) مئة وعشر حلقات، ولقد خُصصِت بعض هذه الحلقات للنساء وتصدرت هذه المجالس واعظة زمانها أم الخير الحجازية. وهذه الأمور جعلت من مسجد عمرو بن العاص أقدم جامعة علمية في مصر الإسلامية، وهو بذلك سبق الأزهر بـ 600 عام تقريباً.

المعرفة :
يعتبر مسجد عمرو بن العاص اللبنة الإسلامية الأولى فى القاهرة العاصمة، ونظرا لدوره التاريخى فى الماضى والحاضر وقيمته الأثرية العظيمة، ودوره الحضارى فى مناحى الحياة بمصر وفى كافة المجالات أطلق عليه العديد من الأسماء والألقاب، منها الجامع العتيق وتاج الجوامع ومسجد الفتح ومسجد النصر وجامع مصر وقطب سماء الجوامع.
كما يعد هو أول جامعه إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان، حيث تلقى فيه طلاب العلم كافة علوم اللغة العربية والدين الإسلامى الحنيف، وهو الأثر الإسلامى الوحيد الباقى منذ الفتح الإسلامى لمصر، ومن أشهر تلاميذه الإمام الليث بن سعد، والإمام الشافعى، والسيدة نفيسة، وابن حجر العسقلانى، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام.

عند إنشاء جامع عمرو بن العاص كانت تبلغ مساحته 675 مترً، وله ستة أبواب، بابان تجاه دار عمرو بن العاص من الجهة الشرقية، وبابان من الشمال، وبابان من الغرب، وكان سقفه منخفضًا ومكونًا من الجريد والطين، محمولاً على ساريات من جذوع النخل، كما كانت الحوائط من الآجر والطوب اللبن وغير مطلية، ولم يكن به صحن، وكانت أرضه مفروشة بالحصباء، وبه بئر يعرف بالبستان استخدمه المصلون وقتها للوضوء، وظل كذلك حتى عام"53هـ ـ 672م"، حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصارى والى مصر من قبل معاوية بن أبى سفيان وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معمارى.
وحول تصميم المسجد المعمارى، يوجد بالركن الشمالى الشرقى لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، ويتوج واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرافات هرمية مسننة، كما أن للجامع مئذنة يرجع تاريخها إلى عصر مراد بك، وهى مئذنة بسيطة تتكون من دروة واحدة ذات قمة مخروطية.
إبان الحملة الصليبية على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 هـ، خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص. عندما ضم صلاح الدين الأيوبى مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 هـ، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذى كسى بالرخام ونقش عليه نقوشا منها اسمه.
من أشهر ممن ألقى دروسا وخطبا ومواعظ فى هذا الجامع "الشافعى، والليث بن سعد، وأبو طاهر السلفى، والعز بن عبد السلام، ابن هشام صاحب السيرة، والشيخ محمد الغزالى".
هذا وقد لحقت بالجامع أضرار كبيرة نتيجة الحرائق التى اشتعلت فى الفسطاط و أتت على المدينة بأكملها سنة 1168 م بأوامر من الوزير شاور فى عهد الخليفة العاضد، وكان شاور يريد أن يعيق دخول الصليبيين و الأيوبيين و استيلائهم على المدينة، كما أن الزلزال الكبير الذى وقع فى مصر عام "702 هـ ــ 1303 م"، قد أضر بكثير من مبانى القاهرة ومن بينها جامع عمرو الذى تشققت جدرانه و انفصلت اعمدته، فعهد الناصر محمد بن قلاوون إلى الأمير سلار بتعمير الجامع تعميراً شاملاً، وفى سنة 1212 هـ ــ 1797 م أمر مراد بك، حاكم مصر من البكوات المماليك، بإصلاح المسجد و صلى فيه الجمعة الأخيرة من رمضان، فدرج الولاة من بعده على صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان فى مسجد عمرو أو المسجد العتيق.

 


 تنويه  كل المعلومات فى المدونة نقلا عن : موقع ويكبيديا للبحث الحر مقالات على الانترنت خدمة معرفية للقراء عن السياحة والأثار فى مصر  فى مكان...