الأربعاء، 18 مارس 2020

الرحلة الرابعة والثلاثون.. بانوراما حرب أكتوبر







بانوراما حرب أكتوبر

بانوراما حرب أكتوبر أُنشئت بالتعاون بين مصر وكوريا الشمالية عام 1983 تخليداً واحتفاء بذكرى انتصار مصر في حرب السادس من أكتوبر.
 تقع في مصر الجديدة ب شارع صلاح سالم بجانب ستاد القاهرة الدولي. المبنى اسطواني الشكل، يحيط بجدرانه الداخلية لوحات وصور تمثل المعارك الهامة التي خاضتها مصر بدءًا بالمعركة التي خاضها الملك نارمر لتوحيد القطرين ومروراً بالمعركة التي طرد فيها أحمس الهكسوس في عام 1520 قبل الميلاد، و معركة المنصورة في عام 1250، ومعركة بورسعيد في عام 1956، وأخيراً نصر أكتوبر في عام 1973 حيث هزم الجيش المصري الجيش الإسرائيلي وطرده من أراضي سيناء.
يوجد منصة دائرية حيث يجلس الحاضرون وتتحرك بهم المنصة ليشاهد الحاضرون صور زيتية جدارية ثلاثية الأبعاد تمثل معركة أكتوبر المجيدة. كما يوجد بالبانوراما قاعة عرض لمشاهدة أفلام تعرض مشاهد حقيقية حرب 1967 وحرب 1973. وفي مدخل البانوراما يوجد طائرات ودبابات استخدمت في الحرب ويستطيع الحاضرون تسلقها والتقاط الصور التذكارية.
وفكرة البانوراما نشأت عقب زيارة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولقائه مع كيم إيل سونج، رئيس جمهورية كوريا عام 1983؛ حيث اتفقا على أن يقوم الفنيون الكوريون بالمساعدة فى إنجاز مشروع البانوراما، والذي أصبح وبحق واحدًا من المزارات المصرية المشهودة.
وقد افتتحها الرئيس مبارك في الخامس من أكتوبرعام 1989 ضمن احتفالات مصر بنصر أكتوبر، والتى تزداد كل عام لتنضم البانوراما إلى سابقتها من الإنجازات كإنجاز عظيم يخلد مراحل العبور العظيم، والذى سيظل نبراسًا يدرس لكل الأجيال.
ويقع مبنى البانوراما بالقرب من استاد القاهرة، وتطل واجهته الأمامية على طريق صلاح سالم، وهو مقام على مساحة 31 ألف متر، وبداخله منصتان للعرض المكشوف، الأولى لعرض نماذج من أسلحة قواتنا المسلحة التي اشتركت في حرب أكتوبر 1973، والثانية لعرض الغنائم من أسلحة إسرائيل التي تم الاستيلاء عليها في المعركة، والمبنى الرئيسي للبانوراما عبارة عن مبنى إسطواني الشكل قطره 44 مترًا وارتفاعه 27 مترًا، ويعلوه برج معدنى ارتفاعه 10 أمتار، ويشمل قاعات العرض التي تنقسم إلى:
القاعة الدائرية من الخارج:فعلى الجدار من الخارج توجد 8لوحات بالرسم البارز تصور انتصارات مصر من عهد قدماء المصريين وحتى رفع العلم المصرى على طابا.
القاعة الدائرية من الداخل: ويوجد عليها 8 لوحات تصور غرفة عمليات القوات المسلحة أثناء المعركة، وكذلك صور القيادة العامة والأفرع الرئيسية وقادة التشكيلات والوحدات للجيوش التى اشتركت في المعركة.
القاعة رقم (1): وتسع 50 مشاهدًا وبها فيلم سينمائي، وماكت متحرك بالصوت والضوء يحكى أعمال القوات المسلحة من حرب الاستنزاف إلى حرب 73.
القاعة رقم (2): وتسع50 مشاهدًا، وبها عرض ثابت وماكيت متحرك بالصوت والضوء تحكي أعمال القوات البحرية والجوية والبرية والدفاع الجوى والمهام التى كانت مكلفة بها أثناء المعركة.
القاعة رقم (3): وهى عبارة عن مسرح مجسم على شاشة بمحيط 136مترًا وارتفاع 15مترًا ويسع 50 مشاهدًا يتوسطه قرص دوار يجلس عليه المشاهدون ليدور بهم داخل المسرح ويصور ملحمة أكتوبر المجيدة.
القاعة رقم (4): وهي عبارة عن مكتبة تاريخية ضخمة تحتوي الكثير من المراجع العربية والأجنبية، التي تحكي عن ملحمة العبور العظيم والدروس المستفادة منها، كما يوجد بها حاسب آلي مدون عليه أسماء شهداء حرب أكتوبر.
رحم الله شهداءنا الأبرار الذين سطروا بدمائهم العطرة قصة هذه الملحمة.
• ما أكثر مؤتمراتنا، نتكلم فيها كثيرًا ولا نعمل إلا القليل أي نحولها إلى مكلمة تنتهي بانتهاء المؤتمر! ليتنا نقلل من عدد تلك المؤتمرات، أو نصر على تنفيذ ما خرجت به من توصيات أو أفكار، ولا داعي للزفة الإعلامية التى تصاحب كل مؤتمر، ولكن سرعان ما ننسى كل ذلك ونهيل عليه التراب، أو كما يتندر بعضنا بالقول: إقلب الصفحة، فإما تنفذوها أو اعتقونا، وكفى مؤتمرات؛ حتى ولو كره المستفيدون من هذه المؤتمرات فى كل موقع أو وزارة أم نكتفي بتسديد فواتير ما نستورده من الصين خصيصًا لهذه المؤتمرات؟!
• منذ سنوات تفشى بمصر ضعف المؤسسات الرسمية، ونمو مؤسسات قوية موازية لها، مما جعل المؤسسة الرسمية تبدو باهتة الدور، ولا أدل على ذلك من وضع مدارسنا الحكومية، فلدينا مدارس حكومية بها ملايين المدرسين والإداريين، لكننا نجد من يطلب الواسطة للتدخل لدى إدارة هذه المدرسة حتى يرفعوا الغياب عن ابنه أو ابنته؛ لأنه ملحق بمدرسة موازية، وهى مدرسة "سناتر" الدروس الخصوصية، وهى أقل عددًا فى المدرسين والإداريين؛ قياسًا بأعداد مدرسي المدارس الحكومية، لكنها أكثر كلفة على أولياء الأمور، والطلبة يتأرجحون بين كيان رسمي ضعيف وكيان غير رسمي قوي، يدفعون له مليارات الجنيهات، أضف إلى ذلك ازدواجية الكتاب المقرر، فهناك كتاب مدرسي مقرر من الوزارة، ويكلف ملايين الجنيهات تأليفًا ونشرًا وتوزيعًا؛ وهو كتاب لا يحبه الطلبة ولا المدرسون، ولذا يلجأ الجميع لشراء كتب خارجية موازية لكتاب الوزارة ومتفوقة عليها.. أتمنى أن تنجح منظومة التعليم الجديدة في القضاء على هذه الأوضاع الغريبة والشاذة، ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون كل الأطراف.
من ناحية أخرى، هناك مستشفيات حكومية يفر منها المرضى ليذهبوا إلى عيادات ومستشفيات خاصة تستنزفهم ماديًا، و يلجأون إلى مستوصفات أخرى لها أهداف أخرى، لكنها تلبي حاجة المريض، فهناك مواقع خاصة في مقابل كيانات رسمية أخرى مريضة! متى نصلح الإدارات الرسمية لتقوم بواجبها؟ ولماذا نفشل كقطاع عام ومؤسسات دولة وننجح كأفراد؟ ولاشك أن مبادرة علاج فيروس "سي" والأمراض غير السارية مثل الضغط والسكر والسمنة ستسهم في علاج هذه الأوضاع الغريبة، ولكننا نحتاج إلى مزيد من العمل والصبر.
• منذ وصولك إلى مطار القاهرة وأنت تسمع من الجميع جملة "حمدًا لله ع السلامة"، وهى جملة جميلة لو كان هدفها الترحاب بالقادم ضيفًا أو مواطنًا، لكن دلالة الكلمة وسياق الخطاب يرميان إلى أن تخرج مالديك من أموال، وأن تنثرها بين أكفهم، فقد انتشر تسجيل صوتي في وسائل التواصل الاجتماعى يشكو فيه وافد مما يلاقيه من موظفي مطار القاهرة وعماله وسائقي السيارات، الذين يتعاركون فيما بينهم للظفر بهذا الراكب"اللقطة". في كل مطارات العالم المحترمة تصطف السيارات في طابور يأخذ الراكب السيارة التى جاء دورها في نظام متعارف عليه، ولا يحتاج إلى "حمدًا لله ع السلامة" وأخذ الحقائب عنوة، فهذا يعطي انطباعًا سيئًا عن البلد كلها، وليس عن المطار فقط.. متى تختفي الشحاذة والتهديد للضيف؟ ومتى لاتقال "حمدًا لله ع السلامة" إلا فى دلالتها الأصلية ترحيبا وكرما؟
• كان الفيلسوف الألماني نيتشه يرى أن الإنسان الأعلى (ال سوبر مان ) هو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه، وأن الضعفاء لا يستحقون الحياة، وصار على إيقاع فلسفته هتلر.. ومن أقوال نيتشه: "الحق للقوة"، غير أن هناك أقوالاً مصرية مناقضة لهذا الرأي، فقائل "الحق فوق القوة" هو سعد زغلول، أما الزعيم مصطفى كامل فقد قال: "لا معنى لليأس مع الحياة، ولا معنى للحياة مع اليأس".

الاثنين، 16 مارس 2020

الرحلة الثالثة والثلاثون.. متحف أسيوط













متحف أسيوط
قصر "ألكسان باشا"، عبارة عن تحفة معمارية فريدة، لاحتوائه على زخارف ونقوش على الطراز الإغريقى، أوشكت أعمال الترميم والدهانات فيه على الانتهاء، ليصبح متحفًا قوميًا لمحافظة أسيوط.
سبق وضع المبنى، ضمن خطة بالتنسيق بين المتاحف والسياحة والآثار، والتخطيط العمرانى وأملاك الدولة، لإنشاء متحفين بداخله، أحدها يضم محتويات القصر النفيسة "التحف الأثرية"، التي تقدر بـ5000 قطعة فنية من الأخشاب والمعادن، مثل الذهب والفضة والأحجار، تعود لمختلف العصور التاريخية، مثل المصرية القديمة والرومانية والمسيحية والإسلامية، كما يحتوي القصر على أثاث خشبي ثمين من التراث الملكي القديم، والمتحف الآخر لضم أكثر من 7000 قطعة أثرية مختلفة، المنتشرة في أكثر من مكان بالمحافظة، وتم تسجيل القصر كأثر تحت رقم "71"
وفى عهد اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط الأسبق، تم إنهاء إجراءات نزع ملكية القصر، لإنشاء أول متحف قومى بمحافظة أسيوط، بتكلفة 18 مليون جنيه، بهدف دعم الانتماء للمواطنين، وتحقيق بعد سياحى واقتصادى للمحافظة.
أنشئ المبنى عام 1910، ومبني على مساحة 7000م2، بمنطقة تطل على نهر النيل بوسط مدينة أسيوط، وكان قديما من أهم الأماكن لاستقبال الزيارات الملكية، ونزل فيه الملك فؤاد الأول عام 1935، والعديد من الوفود الأجنبية المهمة، يعد معلمًا أثريًا يضيف لمحافظة أسيوط قيمة حضارية وجمالية وسياحية وأثرية جديدة.
يتكون القصر من طابقين، أعدت وفقا لنظام الحوائط الحاملة، والقصر من الطراز المعماري المميز، وواجهات القصر تحتوى على زخارف وكرانيش وعقود نصف دائرية، وتشكيل مثلث الشكل بالزخارف على الطراز الإغريقي، وشارك في بناء القصر فنانين أوروبيين.
في 2 ديسمبر 1995، صدر قرار المجلس الأعلى للآثار، بضم وتسجيل قصر "ألكسان باشا" إلى قائمة الآثار الإسلامية، وأصدر رئيس مجلس الوزراء قرارًا، بتحويل القصر إلى متحف يضم كافة المقتنيات والقطع الأثرية الموجودة بمحافظة أسيوط، وتمثل مختلف العصور والحضارات، وليكون شاهد على ملامح "عصر كامل"، تميز بالجمال والروعة والإبداع والفن الجميل.
فى 2012، انتهت اللجنة المشكلة من المحافظة والآثار والسياحة والأمن، من عملية استلام قصر "ألكسان باشا" كاملاً، بمصاحبة قوة من الأمن وتنفيذ القرار رقم 1824 لسنة 2012، والخاص باستلام قصر "ألكسان" نهائيًا وإخلائه من أحد الشركات المتعدية عليه، تنفيذًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2205 لسنة 2009، باعتبار قصر ألكسان من أعمال المنفعة العامة والاستيلاء عليه بطريق التنفيذ المباشر بعد اعتماد المجلس الأعلى للآثار شيك بمبلغ مليون و479 ألف جنيه، باقي الاعتماد المالي للمشروع رقم 71، الخاص بنزع ملكية القصر.
تم تنفيذ الإخلاء، وتسليم المبنى لمنطقة آثار أسيوط، وغلق الأبواب بالشمع الأحمر، وتأمين المبنى، وتشديد الحراسة عليه، لتحويله إلى متحف قومي بالقصر، يحقق بعداً سياحيا واقتصاديا جديدا للمحافظة.
فى 2013، بدأ استكمال أعمال تطوير وترميم قصر "ألكسان"، بعد وصول الاعتمادات المالية اللازمة.
وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على إنشاء المبنى، إلا أنه لم يفقد القصر رونقة الجمالي، وعظمة طرازه الفني المعماري القديم، والذي حمل مزيجًا من الفن "البريطاني والإيطالي والفرنسي"، في الإنشاء، بعدما بدأت وزارة الآثار في إعادة ترميمه استعدادًا لعودته إلى الحياة.
وفي يوليو 2016، وخلال زيارته لأسيوط، انتقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار التعدي على حرم مبنى قصر "ألكسان" الاثري، من نادي التجاريين، بإقامة قاعة للأفراح والمؤتمرات، مطالبًا بتحريك دعوى قضائية ضد إدارة النادي لإزالة التعدي.
وقال اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط، إن أعمال ترميم قصر "ألكسان باشا" الأثري، الجاري تنفيذها، أوشكت على الانتهاء، تمهيدًا لافتتاحه، موضحًا أن العمل جاري على قدم وساق لإعادة هيكلته وتطويره، والانتهاء منه في أسرع وقت ممكن، طبقًا للإمكانات المتاحة، وذلك بالتعاون والتنسيق بين المحافظة ووزارة الآثار، وضمن خطة المحافظة للتطوير والتجميل ورفع كفاءة المناطق الأثرية، وتعظيم الاستفادة منها، لجذب السياحة لها، وإكسابها الشكل الحضاري والجمالي الذي يليق بأسيوط كعاصمة للصعيد.
وأوضح المحافظ، أنه جاري ترميم وتطوير القصر وواجهته الخارجية، واستكماله وترميم حوائطه، وإعادة المنقوشات والزخارف المميزة للقصر، وعودتها إلى طبيعتها، وإعادة الشكل الجمالي له، ليكون نقطة مضيئة لأسيوط، مؤكدًا تحويله إلى متحف قومي للمحافظة، ليضم القطع الأثرية المختلفة، والمقتنيات التي تمتلكها المحافظة وتمثل مختلف العصور (الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية) وغيرها، بمثابة اهتمام بالتاريخ، وصنع جيل مرتبط بوطنه وتاريخه العريق، فضلا عن تحويله إلى مزار آثري وسياحي، ونقل كافة القطع الأثرية المنتشرة في عدة أماكن بالمحافظة إليه، ليبرز اسهامات شعب أسيوط في الحضارة المصرية على مر التاريخ، خاصة وأنه يعد واحدًا من أفخر القصور الآثرية ذات الطراز المعمارى الفريد، والتي تطل على النيل مباشرة، ويرجع تاريخه إلى نهاية القرن الـ 19.

السبت، 14 مارس 2020

الرحلة الثانية والثلاثون.. متحف الشمع بحلوان







متحف الشمع
متحف الشمع في حلوان متحف مصري يقع في مدينة حلوان بالقاهرة، تم تأسيسه عام 1934، ويضم المتحف العديد من الأعمال الفنية من الشمع وكذلك مقتنيات نادرة لمراحل تطور التاريخ المصري، بداية من الفراعنة وصولا إلى العصر الحديث، يوجد بالمتحف العديد من تماثيل شمعية صنعت بدقة متناهية دفعت متخصصين إلى تصنيفه في المركز الرابع في قائمة أفضل متاحف الشمع في العالم، كما صنف ثاني أشهر متحف شمع في العالم.
عانى المتحف في الفترة الاخيرة من الإهمال وعدم الصيانة والتجديد، وفي سبتمبر 2009 أصدرت وزارة الثقافة المصرية قراراً بغلق متحف الشمع حفاظاً على سلامة الزائرين بعد تقارير على عدم وجود مواصفات الأمان نتيجة تصدع المباني بالإضافة إلى عدم وجود وسائل تهوية مناسبة أو تأمين للمنشأة ولا يزال مغلق حتى الآن.
تاريخ المتحف
تأسس عام 1934 على يد الفنان المصري "جورج عبد الملك"- في ميدان التحرير، قبل أن ينقل إلى جاردن سيتي، ومنه إلى عين حلوان عام 1950، تم إنشاء المتحف كمحاولة لتجسيد الأحداث التاريخية المصرية، وإبراز أهميتها على المستويين العربي والعالمي. يصنف خبراء متحف الشمع باعتباره متحفا تعليميا، فهو يحكي من خلال عشرات التماثيل التي نحتت بدقة شديدة، تاريخ مصر في شكل مجسم، الأمر الذي يجعله قبلة لآلاف الطلاب والسائحين على حد سواء. يعد متحف الشمع المصري هو الرابع على مستوى العالم بعد متاحف فرنسا وإنجلترا وأستراليا من حيث ما يضمه من مقتنيات، لكنه يحتل المركز الثاني من حيث الشهرة.
مقتنياته
ويضم المتحف 116 تمثالاً و26 منظراً تحكي تاريخ مصر، بدءاً من الأسرة 18 الفرعونية، حتى ثورة 23 يوليو وجارى الآن تطويره لتجسيد المرحلة الثانية من تاريخ مصر الثورة إلى الوقت الحالي. تعطي تماثيل هذا المتحف المصنوعة من مادة الشمع انطباعاً للمشاهد بأنه أمام شخصيات من لحم ودم.
أنشئ المتحف على يد الفنان المصري العالمي جورج عبد الملك، وكان من امهر الفنانين المصريين في عصره، بعدما برع في تجسيد العديد من القصص والروايات، التي تسرد تاريخ فجر الحضارة الفرعونية، مروراً بالحضارات اليونانية والقبطية والإسلامية وصولاً إلى عصر الثورة في يوليو 1952 في العديد من التماثيل الشمعية التي تعد من أبرز مقتنيات المتحف. قسم الفنان عبد الملك العصور التاريخية التي مرت على مصر في 26 مشهداً، وضع لها خلفيات موحية ذات دلالة، أضفت على المشاهد تأثيرات الحياة في عصورها الغابرة.
أقسامه
يعتمد تقسيم المتحف على تخصيص عدد من القاعات لكل فترة زمنية معينة، يحيط بكل قاعة حديقة مورقة أعطت المتحف بريقا خاصا، ويمكن المرور من مشاهد عصر إلى عصر آخر عبر الغرف المتصلة ببعضها بشكل متوالٍ، يسرد الحقب التاريخية في ترابط تاريخي، وتنتهي هذه القاعات بممرات مؤدية إلى صالات أخرى تعرض بها مقتنيات المتحف. يبدأ الزائر بقسم العصر الفرعوني الذي يحاكي تاريخ الأسرة الثانية عشرة والتي حكمت مصر لمائتين وخمسين عاما متواصلة، وقد أبدع الفنان في تجسيد ملوك هذه الأسرة ابتداءً من أمنحتب الرابع، وهو أول المنادين بتوحيد العبادة ونبذ عبادة الطيور والحيوانات وعبادة الشمس كإله واحد، وفي جانب من هذا المشهد يظهر القائد حور محب بجانب زوجته، وأحد النمور المتوحشة التي كانت تصاحب الجيوش في معاركها عندما كان حور محب قائداً لجيوش مصر القديمة.
بانتهاء عروض هذه الصالة يمكن للزائر الانتقال إلى صالة أخرى مروراً بأحد الممرات المخصصة لذلك، حيث يمكنه مشاهدة مشهد ديني يعبر عن انتشال موسى من النيل بهذا الممر، وتظهر في خلفية المشهد المعابد الفرعونية ونهر النيل وعرش آسيا. بنهاية الممر نجد صالة بها مشاهد تروي قصصا وروايات عن عهد الإسلام والخلفاء الراشدين ومعظم القادة المسلمين، حيث يظهر في أحد المشاهد تمثال لأشهر قارئ للقرآن في عهد الرسول وهو عبد الله بن مسعود وكذلك مشهد لكسوة الكعبة التي كانت تخرج من مصر بداية من فترة حكم شجرة الدر حتى قيام ثورة يوليو 1952.
بجانب آخر من الصالة يوجد مشهد آخر يروي طرق علاج صلاح الدين لريتشارد قلب الأسد ويروي كيف أن صلاح الدين هو الذي انتصر على الصليبيين في موقعة حطين عام 1187 والتي حرر فيها بيت المقدس وعقد بعدها صلح الرملة ثم مغادرة ريتشارد إلى الشام، ويبين هذا المشهد مروءة وسماحة الإسلام دين المحبة والسلام. في الصالة المقابلة لصالة الإسلام، هناك مشهد رائع للويس التاسع ويصور هذا المشهد أسر لويس في دار ابن لقمان بالمنصورة بعد هزيمته من قطز أحد قادة شجرة الدر التي تولت قيادة الجيش بعد وفاة زوجها. بصالة العرض الأخيرة توجد عدة مشاهد نموذجية غير المشهد الذي خصص للرئيس جمال عبد الناصر، بالإضافة إلى مشهد لليالي رمضان وارتباطها بالشارع المصري خاصة استخدام الفوانيس، بالإضافة إلى مشهد نموذجي للفن الشعبي والذي يتمثل في “الأراجوز”، وبرغم معرفة التاريخ المصري القديم، فإن متحف الشمع يضيف بعدًا آخر لهذا التاريخ ويعمل على تشكيل صورة في الوعي تربط الماضي بالحاضر.
مشاكل
يعاني المتحف من إهمال شديد في الحقبة الأخيرة، حيث لم يتم إجراء أي تجديد أو صيانة وأصبح مملوء بالقمامة بالإضافة إلى شروخ في جدران المباني.
غلق المتحف
في سبتمبر 2009 أصدرت وزارة الثقافة قراراً بغلق متحف الشمع حفاظاً على سلامة الزائرين، بعد تقارير اللجنة التي استملت المبنى من محافظة القاهرة والتي أكدت أن مواصفات الأمان منعدمة وفي مقدمتها أن العروق الخشبية المكون منها الأسقف وتحتاج لترميم، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل تهوية مناسبة أو تأمين للمنشأة، ولم يتم فتح المتحف حتى الآن.

 تنويه  كل المعلومات فى المدونة نقلا عن : موقع ويكبيديا للبحث الحر مقالات على الانترنت خدمة معرفية للقراء عن السياحة والأثار فى مصر  فى مكان...