الأربعاء، 22 يناير 2020

مسجد السيدة زينب في القاهرة

الرحلة الثامنة والعشرون.. مسجد السيدة زينب (القاهرة)












مسجد السيدة زينب (القاهرة)

مسجد السيدة زينب في القاهرة هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر وينسب إلى زينب بنت علي بن أبي طالب.

موقع المشهد
يقع مسجد وضريح السيدة زينب في حي السيدة زينب بالقاهرة حيث أخذ الحي اسمه من صاحبة المقام الموجود في داخل المسجد، وهو يتوسط الحي ويعرف الميدان المقابل للمسجد أيضا بميدان السيدة زينب.
ويعتبر الحي الذي يقع فيه المسجد من أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة حيث يكتظ بالمقاهي ومطاعم الأكلات الشعبية واعتاد أهل القاهرة خصوصا في رمضان الذهاب إلى مقاهي هذا الحي وتناول وجبات السحور خصوصا هناك.
ومن أشهر معالم هذا الحي بجوار مسجد السيدة زينب أيضا شارع زين العابدين وهو شارع موازي للمسجد ويعد من أكبر الشوارع التجارية في القاهرة.

صاحبة المسجد
المشهور أن المسجد مبني فوق قبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسن والحسين حيث يروي بعض المؤرخين أن زينب رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر واستقرت بها 9 أشهر ثم ماتت ودفنت حيث المشهد الآن.
فهو مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ويعتبره الكثيرون من أهم المزارات الإسلامية بمصر.

تاريخ المسجد
لا يعرف على وجه التحديد متى تم إنشاء المسجد أعلى قبر السيدة زينب فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن والي مصر العثماني على باشا قام سنة 951 هـ/1547م بتجديد المسجد ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1171 هـ/1768م ، وفي عام 1940م قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تماما وأقامت المسجد الموجود حاليا وبالتالي فالمسجد ليس مسجل كأثر إسلامي. وكان المسجد وقتها يتكون من سبع أروقة موازية لجدار القبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، وفي الجهة المقابلة لجدار القبلة يوجد ضريح السيدة زينب رضي الله عنها محاط بسياج من النحاس الأصفر ويعلوه قبة شامخة.
وفي عام 1969 قامت وزارة الأوقاف بمضاعفة مساحة المسجد.

 مكانة المسجد
يحتل المسجد مكانة كبيرة في قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالونها.
ويعتبر المسجد مركز من مراكز الطرق الصوفية ومريديها. وفي كل عام في شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تماما لبضعة أيام.
وقد جاء ذكر مسجد السيدة زينب في رواية الروائي المصري المشهور يحيى حقي "قنديل أم هاشم". و"أم هاشم" كنية السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب.
تحدثنا الرواية عن شاب ريفي جاء في صغره هو وعائلته الريفية إلى القاهرة وسكنوا بالقرب من مشهد السيدة.
ومحور الرواية يدور حول طرق معالجة مرض العيون عند أهالي الحي، فأكثرهم كانوا يتعالجون عن طريق استخدام زيت القنديل الذي كان يشعل داخل المشهد وفوق ضريخ السيدة.
وللرواية معاني كثيرة، ولكنها توضح مكانة هذه المسجد، حتى كانوا يتباركون بالزيت.

المعرفة
يعد مسجد السيدة زينب ابنة على بن ابى طالب، والسيدة فاطمة الزهراء أحد أشهر مساجد القاهرة، حيث يأتيه المريدون من كل صوب وحدب باحثين عن الروحانيات والبركات والنفحات التى طالما ارتبطت بحفيدة الرسول الكريم، كما يسكنه المتعبون نهارا فيفترشون أرضه فى راحة وطمأنينة.
اختلفت الروايات حول تاريخ إنشاء المسجد الموجود بحى فى السيدة زينب بالقاهرة حيث أخذ الحى اسمه من صاحبة المقام، فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن وإلى مصرعلى باشا الوزير، والى مصر من قبل السلطان العثمانى سليمان جدد المسجد عام 1547م ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبدالرحمن كتخدا عام 1768م، 1798م.

وشهد المسجد خللا فى بنائه عام 1798 ميلاديا، فهدمه عثمان بك المرادى وشرع فى بنائه ورفع جدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر، قبل أن يستكمل بناءه محمد على باشا، وفى عام 1940م قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تماما وأقامت المسجد الموجود حاليا.
ارتبط بمسجد «أم العواجز» قصص وحكايات عدة عن بركاتها ونفاحاتها جعلت المصريين والعرب، يشدون الرحال إليه فى كل الأوقات تبركا بها، وكذلك أبناء القاهرة وضواحيها المنهكون من هموم الحياة، والباحثون عن الراحة والسكون يحتضنهم «المسجد» ويتعلقون بالضريح طالبين فك كربهم، وإزالة همومهم.
يستقبل جامع السيدة زينب فى شهر رجب من كل عام، آلافا من أبناء الطرق الصوفية ومحبى السيدة، لإحياء المولد الرجبى لها، على أنغام وأصوات الأنشايد الصوفية التى تبهج الروح وتسكن القلوب وتزكى النفوس.

الجمعة، 17 يناير 2020

الرحلة السابعة والعشرون.. مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة










مسجد السيدة نفيسة (القاهرة)

مسجد السيدة نفيسة أو مشهد السيدة نفيسة يقع في منطقة السيدة نفيسة بالقاهرة، المسماة قديمًا بـ«درب السباع» حيث يقع بشكل مباشر فى بداية الطريق المسمى طريق أهل البيت، وبذلك يصبح المشهد النفيسي هو المحطة الثانية في هذا الطريق بعد مشهد الإمام علي زين العابدين.
بمجرد دخولك مسجد السيدة نفيسة تشعر عادة بحالة روحانية نادرة تبعث على السكينة والهدوء فى نفس زائرى المسجد، ذلك المسجد الآثرى الذى يحظى بمكانة منقطعة النظير فى وجدان المصريين، الذين لا يمر عليهم يوماَ من أيام الأسبوع إلا ويتزورونه خاصة يوم الأحد من كل أسبوع أو كما يسمونه منذ القدم بـ «يوم الحضرة».  

تاريخ بناء المسجد
والمتفق عليه بين المؤرخين أن مسجد السيدة نفيسة بُنى عام 1314 هجرية، الموافق 1897 ميلادية، مُشرفا باسم «السيدة نفيسة» بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، رضى الله عنه التى ولدت بأرض مكة بينما نشأت بالمدينة، وأما عن قدومها إلى مصر فكانت سنة 193 هجرية، الموافق 809 ميلادية، وعاشت بها إلى أن شرفّ الله أرض مصر بوفاتها عليها سنة 208 هجرية الموافق 824 ميلادية. 
فبمجرد أن  تقترب من صحن المسجد العتيق وتدخل إلي قرب الضريح الشريف تشعر براحة نفسية غريبة تجعلك لا تشعر بكل من حولك وكأنك داخل ملكوت أخر لا علاقة له بالعالم الخارجي اخشع فانك في حضرة نفيسة العلوم، سليلة البيت النبوي السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب والتي ولدت في مكة في 11 ربيع الأول 145 هـ، وأمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقيل أن أمها أم ولد، وأن زينب أم إخوتها.

زواج السيدة نفيسة
الكثيرون تقدموا للزواج من نفيسة لدينها وعبادتها، إلى أن قبل أباها بتزويجها بإسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وتم الزواج في رجب 161 هـ، فأنجبت له القاسم وأم كلثوم. وفي سنة 193 هـ، رحلت نفيسة مع أسرتها إلى مصر، مروا في طريقهم بقبر الخليل، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم مهللين مستبشرين في محافظة العريش .

أول من بنى على قبرها
وفقاَ لمؤرخى العصر فإن السيدة «نفسية» كانت مثلاَ يُحتذى به فى الصالح والتقوى والزهد وحفظ القرأن وعلوم تفسيره لما لا وهى حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يقال إن أول من بنى على قبرها هو أمير مصر عبيد الله بن السرى بن الحكم، وفى سنة 482 هجرية، الموافق 1089 ميلادية، أمر الخليفة الفاطمى المستنصر بالله بتجديد الضريح، كما أمر الخليفة الحافظ لدين الله فى سنة 532 هجرية، الموافق 1138 ميلادية بتجديد القبة.
فى غضون سنة 714 هجرية، الموافق 1314 ميلادية، أمر الناصر محمد بن قلاوون بإنشاء مسجد بجوار مشهدها، وفى سنة 1173 هجرية، الموافق 1760 ميلادية، جدد الضريح والمسجد الأمير عبدالرحمن كتخدا، وحينما أتلف الحريق قسما كبيرا من المسجد سنة 1310 هجرية، الموافق 1892 ميلادية، أمر الخديو عباس باشا الثانى بإعادة بنائه هو والضريح، وتم ذلك فى سنة 1314 هجرية، الموافق 1897 ميلادية، وهو المسجد القائم الآن بالحى المعروف باسمها.

علاقتها بالشافعى
ولما وفد الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ، توثقت صلته بنفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى مسجد الفسطاط، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء، وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204هـ، وصلت السيدة نفيسة عليه احتراما لوصيته، ويقول المريدون إن الحجرة التى كانت تتعبد فيها، حافظ عليها رعاة مشهدها جيلاً وراء جيل، وإن «خاصتهم» يمكنهم البقاء فيها لساعات أو أيام، ومنهم فنانون ومثقفون ورجال أعمال وساسة.

شرح المسجد فى الداخل والخارج
وأما عن واجهة المسجد الرئيسية يتوسطها المدخل، وهو بارز عن سمتها ومرتفع عنها، تغطيه طاقية مقرنصة، وتقوم أعلاه منارة رشيقة، بنيت مع الوجهة على الطراز المملوكى، ويؤدى هذا المدخل إلى «دركاه»، يدخل منه الزائر المسجد، وهو عبارة عن حيز مربع، تقريبا مسقوف بسقف خشبى منقوش بزخارف عربية جميلة، ويعلو منتصف البائكة الثانية منه شخشيخة مرتفعة، وهو محمول على ثلاثة صفوف من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية مثمنة القطاع.
يتوسط جدار القبلة محراب، مكسو بالقاشانى الملون البديع، وفى طرف الجدار، وعلى يمين المحراب، باب يؤدى إلى ردهة مسقوفة، بوسط سقفها شخشيخة حليت بنقوش عربية، ومن هذه الردهة يصل الإنسان إلى الضريح بواسطة فتحة معقودة، وبوسطه مقصورة نحاسية أقيمت فوق قبر السيدة نفيسة، ويعلو الضريح قبة ترتكز فى منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات. 
ومن الطرائف الأثرية التى نقلت من مشهد السيدة نفيسة، ذلك المحراب الخشبى المتنقل الذى صنع للمشهد بين سنتى 532-541 هجرية، 1137-1147 ميلادية، والمودع الآن بدار الآثار العربية، مع محرابين خشبيين آخرين، صُنع أحدهما للجامع الأزهر، والثانى لمشهد السيدة رقية، وفيها تتمثل دقة صناعة النجارة الفاطمية وروعة بهائها.

علاقة يوم الأحد بزيارة المسجد 
وعادة ما ترتبط زيارة «المقام النفيسى» بصلاة العصر، ولا يعرف أحد ما هو سر ارتباط الزيارة بيوم الأحد وبصلاة العصر تحديداً، ومبرر خصوصيتهما لدى مريدى السيدة، وإن فسّر الشيخ حسن، حفيد أقدم أئمة المسجد الشيخ عبدالخالق، الأمر بـ«اجتهاد من المصريين توارثوه جيلا عن جيل» فمن منطلق حبهم لآل البيت، خصصوا لكل ضريح من أضرحتهم يوما للزيارة، أطلقوا عليه «الحضرة». أما هى، فمع خصوصية الأحد وصلاة العصر، اختصها المصريون بقائمة طويلة من الألقاب، فمع لقبها الأشهر «نفيسة العلوم»، هى نفيسة الدارين، السيدة الشريفة العلوية، والسيدة النقية، والعفيفة والساجدة والمتبحرة، وأم العواجز.. تتشارك فيه مع «السيدة زينب»، وفرع الرسالة، وجناح الرحمة، ونفيسة المصريين.

من أهم أقوالها
من أراد النجاة من الفقر فعليه بقراءة سورة الواقعة، وقد ذكر هذا عبد الله بن مسعود  - ومن أراد الثبات على الإسلام فعليه بقراءة سورة تبارك، ومن أراد النجاة من عطش يوم القيامة فعليه بقراءة الفاتحة ومن أراد الشُرْب من حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - فعليه بقراءة إنا أعطيناك الكوثر وكانت تحرص على ربط نفسها ومن تجالسهن بالقرآن الكريم، وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبما تحصِله من العلم المفيد للأمة. 

الاثنين، 13 يناير 2020

الرحلة السادسة والعشرون.. قلعة قيتباى بالاسكندرية







تقع هذه القلعة في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية، وشيدت في مكان منارة الإسكندرية القديمة التي تهدمت سنة 702 هـ إثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882 هـ وانتهى من بنائها سنة 884 هـ.
وكان سبب اهتمامه بالأسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتي هددت المنطقة العربية بأسرها وقد اهتم السلطان المملوكي قانصوه الغوري بالقلعة فزاد من أهميتها وشحنها بالسلاح.
العنوان: السيالة شرق، قسم الجمرك، الإسكندرية
تاريخ الافتتاح: 1477
ساعات العمل: مفتوح سيتم إغلاقه في ٥ م
الغرض المخصص: حصن
الحدث: الثورة العرابية

وصف القلعة
تأخذ هذه القلعة شكل المربع تبلغ مساحته 150 م*130 م يحيط به البحر من ثلاث جهات، وتحتوي هذه القلعة على الأسوار والبرج الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية، وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي، فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود.
ويتخذ البرج الرئيسي في الفناء الداخلي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30 مترا وارتفاعها 17 مترا وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي تضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا.
أما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة (مقعد السلطان قايتباي) يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية يغطيه قبو متقاطع كما يوجد في هذا الطابق فرن لإعداد الخبز البر المصنوع من القمح وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة. وقد جدد السلطان قنصوه الغوري القلعة وزاد من حاميتها، وقد أهملت هذه القلعة في فترة الخلافة العثمانية لمصر.
أنشأ هذه القلعة السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي سنة 882 هـ / 1477 م مكان منارة الإسكندرية القديمة عند الطرف الشرقي لجزيرة فاروس في أواخر دولة المماليك، وهي عبارة عن بناء مستقل طوله 150 مترًا أو أقل، و مكون من ثلاثة طوابق الطابق الأول ذو شكل مربع والثاني مثمن والثالث دائري ويغطي قمةالمنارة قبة ويعلوها تمثال الإله بوسيدون إله البحار والمحيطات ذو الشوكة الثلاثية الشهيرة عند الأغريق وكانت يزينها تماثيل من الرخام، والمنارة عموما مبنية بأحجار ضخمة للغاية وطريقة الأضاءة بها كانت تتم عن طريق كتلة هرميةأو متعددة الأضلاع من البرونز مثقولة بشكل متقن ذو سطح ناعم للغاية تعمل عمل المراّة معلقة وأسفلها موقد نيران، وتعكس الضوء المنبعث من النيران على امتداد حوالي 20 كيلو متر في الماء لتهتدي به السفن القادمة للإسكندرية، وسُمْك أسوارها 4.5 متر.
وكانت المنارة قد تهدمت إثر زلزال عام 702 هـ أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي أمر بترميمها إلا أنها تهدمت بعد ذلك بعد عدة سنوات حتى تهدمت جميع أجزائها سنة 777 هـ / 1375 م.
ولما زار السلطان قايتباي مدينة الإسكندرية سنة 882 هـ / 1477 م توجه إلى موقع المنارة القديمة وأمر أن يبني على أساسها القديم برجا عرف فيما بعد باسم قلعة أو طابية قايتباي، وتم الانتهاء من البناء بعد عامين من تاريخ الإنشاء، وتشير المصادر التاريخية إلى أن القلعة قد بنيت ببعض أحجار المنارة القديمة المندثرة، وليس في نفس مكانها فقط، كما أن المنارة نفسها قد بنيت ببعض أطلال المدن الفرعونية القديمة مثل ممفيس وطيبة .
ولأن قلعة قايتباي بالإسكندرية تعد من أهم القلاع على ساحل البحر الأبيض المتوسط فقد اهتم بها سلاطين وحكام مصر على مر العصور التاريخية.
ففي العصر المملوكي نجد السلطان قانصوه الغوري اهتم بهذه القلعة اهتماما كبيرا وزاد من قوة حاميتها وشحنها بالسلاح والعتاد، ولما فتح العثمانيون مصر استخدموا هذه القلعة مكانا لحاميتهم واهتموا بالمحافظة عليها وجعلوا بها طوائف من الجند المشاة والفرسان والمدفعية ومختلف الحاميات للدفاع عنها ومن ثم الدفاع عن بوابة مصر بالساحل الشمالي.
ولما ضعفت الدولة العثمانية بدأت القلعة تفقد أهميتها الإستراتيجية والدفاعية نتيجة لضعف حاميتها فمن ثم استطاعت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت الاستيلاء عليها وعلى مدينة الإسكندرية سنة 1798 م الأمر الذي أدي إلى الاستيلاء عليها ومنها استولوا على باقي مصر، ولما تولي محمد علي باشا حكم مصر وعمل على تحصين مصر وبخاصة سواحلها الشمالية فقام بتجديد أسوار القلعة وإضافة بعض الأعمال بها لتتناسب والتطور الدفاعي للقرن التاسع عشر الميلادي تمثلت في تقوية أسوارها وتجديد مبانيها وتزويدها بالمدافع الساحلية هذا بالإضافة إلى بناء العديد من الطوابي والحصون التي انتشرت بطول الساحل الشمالي لمصر.
ولما قامت ثورة أحمد عرابي سنة 1882 م والتي كان من نتائجها ضرب مدينة الإسكندرية في يوم 11 يوليو سنة 1882 م ومن ثم الاحتلال الإنجليزي لمصر تم تخريب قلعة قايتباي وإحداث تصدعات بها، وقد ظلت القلعة على هذه الحالة حتى قامت لجنة حفظ الأثار العربية سنة 1904 م بعمل العديد من الإصلاحات بها والقيام بمشروع لعمل التجديدات بها استنادا على الدراسات التي قام بها علماء الحملة الفرنسية والمنشورة في كتاب وصف مصر وأيضا التي قام بها الرحالة كاسيوس في كتابه سنة 1799 م.

التخطيط المعماري العام للقلعة
بنيت قلعة قايتباي على مساحة قدرها 17550 متر مربع وقد بنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية، وهي عبارة عن مجموعة من الأسوار بنيت لزيادة تحصين القلعة، وهذه الأسوار عبارة عن سورين كبيرين من الأحجار الضخمة التي تحيط بالقلعة من الخارج والداخل أعدت لحماية القلعة، فالسور الأول هو السور الخارجي ويحيط بالقلعة من الجهات الأربع، فالضلع الشرقي من هذا السور يطل على البحر ويبلغ عرضه مترين وارتفاعه ثمانية أمتار ولا يتخلله أي أبراج، أما الضلع الغربي فهو عبارة عن سور ضخم سمكه أكبر من باقي أسوار القلعة يتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويعد هذا السور أقدم الأجزاء الباقية، أما الضلع الجنوبي فإنه يطل على الميناء الشرقية ويتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويتوسطه باب، أما الضلع الشمالي فيطل على البحر مباشرة وينقسم إلى قسمين الجزء السفلي منه عبارة عن ممر كبير مسقوف بني فوق الصخر مباشرة به عدة حجرات، أما الجزء العلوي فهو عبارة عن ممر به فتحات ضيقة تطل على البحر، أما الأسوار الداخلية فقد بينت من الحجر وتحيط بالبرج الرئيسي من جميع جهته ما عدا الجهة الشمالية ويتخلل هذا السور من الداخل مجموعة من الحجرات المتجاورة أعدت كثكنات للجند وهي خالية من أي فتحات عدا فتحات الأبواب وفتحات مزاغل خصصت لتكون فتحات للتهوية من ناحية وكفتحات للدفاع من ناحية أخرى.
البرج الرئيسي للقلعة فإنه يقع بالناحية الشمالية الغربية من مساحة القلعة وهو عبارة عن بناء يكون من ثلاث طوابق تخطيطه مربع الشكل يخرج من كل ركن من أركانه الأربعة برج دائري يرتفع عن سطح البرج الرئيسي وقد بني البرج بالحجر الجيري الصلد.


الخميس، 9 يناير 2020

الرحلة الخامسة والعشرون..مسجد الإمام الحسين (القاهرة)











يقع مسجد الإمام الحسين بن علي في القاهرة بمصر في القاهرة القديمة في الحي الذي سمى باسم الإمام (حي الحسين) وبجوار المسجد أيضا يوجد خان الخليلي الشهير والجامع الأزهر.
تاريخ المسجد
بني المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
سمي المسجد بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به، إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.
تحقيق أكاديمي لموضع الرأس
بني المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
سمي المسجد بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به، إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.
تحقيق أكاديمي لموضع الرأس
أن موضع الرأس بالقاهرة وهو أيضا امتداد للرأي السابق حيث يروي المقريزي أن الفاطميين قرروا حمل الرأس من عسقلان إلى القاهرة وبنوا له مشهدا كبيرا وهو المشهد القائم الآن في حي الحسين في القاهرة وهو ما حققه المؤرخ "أيمن فؤاد سيد" أستاذ الدراسات الفاطمية في جامعة القاهرة في كتابه "الدولة الفاطمية في مصر" إستنادا إلى منهج البحث العلمي اذ يقول "ولكن أهم مشهد أضافه الفاطميون إلى الطبوغرافية الدينية للقاهرة هو المشهد الحسيني ، حيث نقل الفاطميون في سنة 548 هج رأس الحسين بن علي بن أبي طالب طالب ، التي كانت مدفونة في عسقلان خوفا عليها من الفرنج ودفنوهاداخل القصر الفاطمي في قبة الديلم التي يؤدي اليها باب الديلم ، باب القصر الفاطمي الكبير الجنوبي"، وهناك رواية محلية بين المصريين ليس لها مصدر معتمد سوى حكايات الناس وكتب المتصوفة أن الرأس جاء مع زوجة الحسين عنهشاه زنان بنت يزدجرد الملقبة في مصر بأم الغلام التي فرت من كربلاء على فرس.
وصف المبنى
يشتمل المبنى على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه بني من قطع صغيرة من القيشاني الملون بدلا من الرخام وهو مصنوع عام 1303 هـ وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات التي بنيت عام 1311 هـ. والمسجد مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي أما منارته التي تقع في الركن الغربي القبلي فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهي اسطوانية الشكل. ولها دورتان وتنتهي بمخروط وللمسجد ثلاثة أبواب من الجهة الغربية وباب من الجهة القبلية وباب من الجهة البحرية يؤدي إلى صحن به مكان الوضوء.
ضريح الحسين
الحسين هو الحسين بن على بن أبى طالب حفيد النبي محمد ولد في السنة الرابعة من الهجرة في المدينة و نشأ في بيت النبوة وبعد أن أوهمه اهل الكوفة أنهم بايعوه للخلافة بدلا من يزيد بن معاوية سار الى الكوفة وعند كربلاء هاجمة جنود عبد الله بن زياد و قتلوه هو وأهله و قطعوا رأسه يوم عاشوراء عام 61 هـ واختلفت الآراء حول مكانها و قيل أن رأس الحسين تم دفنها في ضريح الحسين بالقاهرة بعد إحضارها من عسقلان سنة 1154 ميلادية.
وهناك ست مدن ذكر أن رأس الحسين مقبور بها وهي: "دمشق - الرقة – عسقلان - القاهرة - كربلاء – المدينة".
وقد أنشىء المشهد الحسينى عام 549 هـ لينتقل إليه رأس الحسين بن على بن أبى طالب ولم يبق منه الآن غير الباب المعروف بالباب.
وقد بنيت المئذنة المقامة فوق الباب عام 634 هـ في أواخر العصر الأيوبى ولم يبق منها أيضا سوى قاعدتها المربعة .
وقد جدد الأمير عبد الرحمن كتخدا ما يعلو المئذنة، كما جدد المشهد والقبة المقامة على الضريح عام 1175 هـ وحليت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب.
ولما تولى الخديو إسماعيل حكم مصر أمر بتجديد المسجد وتوسيعه والذي استمر العمل به عشر سنوات حتي انتهي عام 1290 فيما عدا المئذنة التى كمل بناؤها عام 1295هـ .
ومن أهم ما عثر عليه في المشهد الحسينى تابوت خشبى جميل وجد في حجرة أسفل المقصورة النحاسية وسط القبة يتوصل إليها من فتحتين صغيرتين بالأرضية.
وفي سنة 1939م أمر الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها بالرخام فانتهزت إدارة حفظ الآثار العربية هذه الفرصة للتحقق من وجود هذا التابوت ولما وجدته وعاينته، رفعته من مكانه وأصلحته ثم نقلته إلى دار الآثار العربية ليعرض بها.
ولهذا التابوت ثلاثة جوانب وهو مصنوع من خشب التك المستورد من جزر الهند الشرقية وقد قسمت وجهته وجانباه إلى مستطيلات يحيط بها ويفصلها بعضها عن بعض إطارات محفورة بالخطين الكوفى والنسخ المزخرفين وتجمعت هذه المستطيلات على هيئة أشكال هندسية بداخلها حشوات مزدانة بزخارف نباتية دقيقة تنوعت أشكالها وأوضاعها.

 

 تنويه  كل المعلومات فى المدونة نقلا عن : موقع ويكبيديا للبحث الحر مقالات على الانترنت خدمة معرفية للقراء عن السياحة والأثار فى مصر  فى مكان...