الاثنين، 6 يناير 2020

الرحلة الثالثة والعشرون.. قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)










قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)

قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل هي قلعة تقع على جبل المقطم.

نبذة تاريخية
شرع صلاح الدين الأيوبي في تشييد قلعة فوق جبل المقطم في موضع كان يعرف بقبة الهواء. ولكنه لم يتمها في حياته. وإنما أتمها السلطان الكامل بن العادل. فكان أول من سكنها هو الملك الكامل واتخذها داراً للملك. واستمرت كذلك حتى عهد محمد علي باشا.
و في الضلع الغربي للقلعة، يوجد الباب المدرج وفوقه كتابة تشير إلي بناء هذه القلعة، ونصه ” بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة، المجاورة لمحروسة القاهرة التي جمعت نفعاً وتحسيناً وسعة علي من ألتجأ إلي ظل ملكه وتحصيناً، مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين في نظر أخيه وولي عهده، الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد خليل أمير المؤمنين، علي يد أمير مملكته، ومعين دولته، قراقوش ابن عبد الله الملكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمسمائة “.
و حفر صلاح الدين في القلعة بئراً يستقي منها الجيش وسكان القلعة إذا مُنع الماء عنها عند حصارها. وهي أعجب ما تم من أعمال لأن البئر محفور في الصخر بعمق 90 متر من مستوي أرض القلعة، وهذا يتطلب جهد كبير في ذلك الوقت.
تعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين المدينتين كما أنه بهذا الموقع يمكن توفير الاتصال بين القلعة والمدينة في حالة الحصار كما أنها سوف تصبح المعقل الأخير للاعتصام بها في حالة إذا ما سقطت المدينة بيد العدو.
مر بهذه القلعة الشامخة الكثير والعديد من الأحداث التاريخية حيث شهدت أسوارها أحداثاً تاريخية مختلفة خلال العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م، وحتى تولى محمد علي باشا حكم مصر حيث أعاد لها ازدهارها وعظمتها. كان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أول من فكر ببناء القلعة على ربوة الصوة في عام 572 هـ/1176م حيث قام وزيره بهاء الدين قراقوش الأسدي بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة على الصوة لكي يقوم ببناء القلعة عليها حيث قام العمال بنحت الصخر وإيجاد خندقاً اصطناعياً فصل جبل المقطم عن الصوة زيادة في مناعتها وقوتها.

الأبواب
أبواب القلعة.

    باب المقطم
عرف هذا الباب باسم باب المقطم لمجاورته لبرج المقطم الذي يرجع تاريخه إلى العصر العثماني كما عرف هذا الباب باسم باب الجبل لإشرافه على باب جبل المقطم أما حالياً فإنه يعرف باسم بوابة صلاح سالم.
وقد سد هذا الباب في فترة من الفترات وكان عبارة عن فتحة مستطيلة عملت في حائط سميك جدا في اتجاه الجنوب من برج المقطم وقد أضيف لهذا الباب سنة 1200هـ/1785م سور ذو شرافات ترجع إلى عصر محمد يكن باشا الذي بنى في هذا المكان الذي كان خالياً في ذلك الوقت قصراً مع ما يتبعه من مرافق وكان يوجد على هذا الباب لوحة تذكارية تحمل نصاً تأسيسياً باللغة التركية باسم يكن باشا وتاريخ بناء الباب والقصر سنة 1200هـ/1785م ضاعت حالياً.
وعندما تولى محمد علي باشا الحكم وقام بعمل تجديدات بالقلعة قام بتمهيد طريقاً من باب الجبل إلى قلعته بالمقطم وإضافة الزلاقة الصاعدة إلى أعلى جبل المقطم وكان طول هذا الطريق حوالي 650 متراً أما حالياً فقد تم شق هذا الطريق وقطعه بطريق صلاح سالم وطريق سكة حديد مصر حلوان وطريق الأتوستراد.
ولقد ضاعت معالم هذا اباب كما تم هدم جزء كبير من السور والشرافات التي كانت تعلوه كما تم هدم جزء كبير من السلالم التي كانت توصل إلى أعلى السور الشمالي وبرج المقطم عند شق طريق صلاح سالم سنة 1955م وفتح الباب الحالي الذي يدخل منه للقلعة من جهة صلاح سالم والمجاور للباب الذي قام ببنائه محمد يكن باشا، هذا وقد قام المجلس الأعلى للآثار بإعادة فتح هذا الباب ليتناسب مع مكانته التاريخية والحضارية.

    الباب الجديد
بدأ محمد علي باشا في بناء الباب الجديد سنة 1242هـ/1827م ليستخدم بدلا من الباب المدرج والذي كان الباب العمومي للقلعة الذي أنشأه الناصر صلاح الدين الأيوبي سنة 579هـ/1183م فلقد رأى محمد علي باشا أن كلا من الباب المدرج وباب الانكشارية لا يصلحان لمرور العربات والمدافع ذات العجل فبنى بدلا منها الباب الجديد ومهد له طريقا منحدرة لتسهيل الصعود إلى القلعة والنزول منها وهذا الطريق يعرف اليوم باسم شارع الباب الجديد أو سكة المحجر.
وللباب الجديد واجهتين رئيسيتين الأولى وهي الشمالية وتطل على شارع الباب الجديد وسكة المحجر ويقع في الناحية الغربية منها دار المحفوظات القديمة دفتر خانة القلعة وباب الانكشارية وطول هذه الواجهة 15.50متر وارتفاعها متغير حيث يتراوح ما بين 16 متر إلى 20 متر وتحتوي هذه الواجهة على عدة تفاصيل معمارية مميزة ويتوسطها كتلة المدخل التي يعلوها لوحة تذكارية كتب بداخلها بالخط الرقعة البارز على أرضية من فروع نباتية "يا مفتح الأبواب" وأسفل هذه الكتابة إطار زخرفي كتب بداخله "راقمه عبد الغفار" ويقع في كوشتى كتلة المدخل جامة دائرية قطرها 123سنتيمترا زخرف داخلها برموز الجيش المصري ووحداته وأسلحته المختلفة في عهد محمد علي باشا.

    الباب الوسطاني
اختلف في تسمية هذا الباب بالوسطاني ففي حين ذكر كازانوفا في كتابه الذي ألفه 1894م عن قلعة القاهرة أو قلعة الجبل أنه سمي بالوسطاني نظراً لأنه يتوسط الديوانين الكبيرين بالحوش السلطاني وهما ديوان قايتباى وديوان الغورى، ذكر بعض الباحثين أنه عرف بالوسطاني لأنه كان يفصل ما بين دهليز القلعة العمومي البحري - الباب الجديد - وبين الحوش الذي يقع فيه جامع الناصر محمد بن قلاوون وجامع محمد على باشا وقد عرف هذا البرج باسم برج الطبالين نظرا لوقوعه بجوار دار العدل التي أنشأها الظاهر بيبرس والتي أهمل أمرها في عهد المنصور قلاوون إلى أن جدد عمارتها ابنه الناصر محمد بن قلاوون لا لتكون دارا للعدل وإنما لتكون لقارعي الطبول وسميت طبلخانة ولذا سمي هذا البرج باسم برج الطبالين لوجوده على مقربة من الطبلخانه. ولقد قام محمد علي باشا بتجديد هذا الباب والسور الذي يحيط به وإن كان غير معروف تاريخ تجديد الباب الوسطاني نظراً لعدم وجود نص تأسيسي أو لوحة تذكارية به إلا أنه من المرجح أنه قد قام بتجديده سنة 1242هـ/1826م عند تجديده لباب القلعة المجاور للباب الوسطاني في الناحية الشرقية.

    باب القلعة
كان يعرف الباب الداخلي للقلعة بباب برج القلعة، وكان هذا الباب يفصل بين قلعة الجبل أو المدينة العسكرية المحصنة في الشمال وبين القلعة والمدينة السلطانية في الجنوب أما حاليا فإنه يعرف باسم بوابة المتحف الحربي.

    باب العزب

الأبراج
    برج المقطم
    برج الصفة
    برج العلوة
    برج كر كيلان
    برج الطرفة
    برج المطار
    برج المبلط
    برج المقوصر
    برج الأمام أو برج القرافة
    برج الرملة
    برج الحداد
    برج الصحراء
    البرج المربع.
القصور    قصر الجوهرة
    قصر الحرم
    قصر الأبلق
    سراي العدل

المساجد
    مسجد محمد علي
    مسج
    منوعات
    منوعات

معلومات عن قلعة صلاح الدين الأيوبي

تعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة ، من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى ، فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزا طبيعيا مرتفعا بين المدينتين ، كما أن هذا الموقع كان يوفير الاتصال بين القلعة والمدينة في حالة الحصار حيث تصبح القلعة المعقل الأخير للاعتصام بها في حالة ما إذا سقطت المدينة بيد العدو.
وكان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أول من فكر ببناء القلعة على ربوة من جبل المقطم في عام 572هـ / 1176م
وتعد القلعة جزءا من المشروع الحربي الكبير لأسوار صلاح الدين وذلك لتأمين القاهرة والدفاع عنها ضد خطر الحملات الصليبية من جانب وضد بقايا الفاطميين من ناحية أخري.

تاريخ إنشاء القلعة:
بدأ صلاح الدين الأيوبي في تشييد القلعة في عام ” 572هـ / 1176م” ولم تتم وتتخذ مقرا للحكم إلا في عهد ابن أخيه الملك الكامل عام ” 604هـ /1207م”، وهناك نص كتابي يوجد على باب المدرج في غرب القلعة مؤرخ بسنة” 579هـ ” يشير هذا التاريخ إلى نهاية أعمال صلاح الدين بالقلعة والتي قام على تشييدها وعمارتها وزيره ” بهاء الدين قراقوش الأسدى”.

قطاع أثار القلعة
- قطاع الشمال الشرقي للقلعة، وهو يعد من أقدم الأجزاء في القلعة ويسمي ” الحصن ” أو ” الجزء الحاكم ” ، ويضم الأسوار والأبراج الدفاعية، كما يضم بعض الأثار مثل ” قصر الحرم ، المتحف الحربي ، ومتحف المركبات الملكية ، ومتحف المضبوطات”.
- القطاع الجنوبي الغربي للقلعة ، ويضم من الأثار ” جامع الناصر محمد بن قلاوون، بئر يوسف، سراى العدل ، وقصرالجوهرة”.
- فهو قطاع منطقة باب العزب ، والذي يضم من الأثار ” جامع أحمد كتخدا العزب”.د ومدرسة الناصر قلاوون


السبت، 4 يناير 2020

الرحلة الثانية والعشرون.. الملكة نفرتيتى






الملكة نفرتيتي والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت" هي زوجة الملك أمنحوتپ الرابع فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون. وكانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة .عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها.
الميلاد: 1370 ق.م، طيبة
الوفاة: مصر
الاسم بالكامل: Neferneferuaten Nefertiti
عائلة: أسرة مصرية ثامنة عشر
الزوج/الزوجة: أخناتون
أبناء: ميريت آتون، وعنخ إسن آمون
الملكة نفرتيتي والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت" هي زوجة الملك أمنحوتپ الرابع (الذي أصبح لاحقاً أخناتون) فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون . وكانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة .عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها ، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك ، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها.هى تنتمى للأسرة الثامنة عشرة ، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ،ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها.اشتهرت نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتى.

أصولها
أصول الملكة نفرتيتي غير مؤكدة ويعتقد أنها ابنة آي قائد الجيش ومرضعتها كانت زوجة الوزير آى الذي يحتمل أن يكون أخا للملكة تيي، وكان يطلق عليه في كثير من الأحيان "أبو الإله" وهذا يوحى بأنه ربما كان أباه بحكم زواجه من أمه، وعلى كل حال فإن آى لم يذكر مطلقًا عن نفسه أنه أبو نفرتيتى. بالرغم من أن هناك مراجع تشير إلى أن صورة أخت نفرتيتى موت نوتجمت قد زُين بها قبر آى.

دورها كزوجة
شاركت الملكة نفرتيتي زوجها في عبادة الإله الجديد آتون قوة قرص الشمس وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون، ويفترض أن تمنح المباركة الكاملة فقط عندما يتحد الزوجان الملكيان، وقامت نفرتيتي خلال السنوات الأولى لحكم زوجها بتغيير اسمها طبقًا لتغيير عقيدتها إلى نفرنفراتون نفرتيتي الذي يعنى "آتون يشرق لأن الجميلة قد أتت".
تُذكر نفرتيتي بالتمثال النصفي لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيري في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهي أشهر صورة للملكة نفرتيتي، وقد عثر عليه عالم المصريات الألماني لودفيج بورشاردت في 6 ديسمبر 1912 بورشة تحتمس النحات في تل العمارنة.
هرب بورشاردت التمثال الكامل (غير المخدوش) إلى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه إلى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة إلى برلين للترميم.
ويوجد تمثال آخر لرأس نفرتيتى بالمتحف المصري من الكوارتز الأحمر والمزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين ولكنه أقل شهرة.
أخناتون ونفرتيتي وأبناؤهما
ومن ألقاب نفرتيتي الملكية الزوجة الملكية العظيمة، وقد أنجبت نفرتيتي من أخناتون ست بنات هن:
    ميريت آتون وقد ولدت في طيبة قبل الانتقال إلى أخت أتون
    مكت آتون
    عنخس إن با آتون والتي تزوجت من توت عنخ آمون
    نفرنفرو آتون تاشيري
    نفرنفرو رع
    ستب إن رع

حياتها
شاركت الملكة نفرتيتى زوجها في عبادة الديانة الجديدة وهي عبادة آتون قوة قرص الشمس وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون، ويفترض ان تمنح المباركة الكاملة فقط عندما يتحد الزوجان الملكيان.وقامت نفرتيتى خلال السنوات الأولى لحكم زوجها بتغيير اسمها طبقا لتغيير عقيدتها إلى نفرنفراتون نفرتيتى الذي يعنى آتون يشرق لان الجميلة قد أتت.وكانت نفرتيتى تساند زوجها أثناء الإصلاحات الدينية والإجتماعية، ثم انتقلت معه إلى أخيتاتون أو تل العمارنة. وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائلية، حتى في المناظر التقليدية للحملات العسكرية والتي صورت فيها وهى تقوم بالقضاء على الأعداء.

تمثالها
تُذكر نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتى،وقد عثر عليه عالم المصريات الألماني (لودفيگ بورشاردت) في 6 ديسمبر 1912بورشة النحات تحتمس في تل العمارنة. هرب بورشاردت التمثال الكامل (غير المخدوش) إلى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه إلى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة إلى برلين للترميم.ويوجد تمثال اخر لرأس نفرتيتى بالمتحف المصري من الكوارتزيت الأحمر والمزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين ولكنه أقل شهرة.من غير المعروف حتى الآن هل هناك مومياء للملكة نفرتيتي أم لا؟. المؤكد هو أن العلماء عثروا على مومياوات في الغرفة السرية لقبر أخناتون. ففي القرن التاسع عشر، عثر عالم الآثار الفرنسي فيكتور لوريت، عندما قام بفتح أحد جدران الأقبية، على سرداب جانبي يحتوي على ثلاث مومياوات، واحدة لرجل واثنتان لنساء، إحداهن كانت أصغر سناً من الأخرى. وقتذاك لم تثر هذه المومياوات أي اهتمام يذكر، وقد تم تصويرهن في عام 1907، وأصبحن في غياهب النسيان. ولكن مؤخراً، راود العلماء بعض الشكوك بأن إحدى هاتين المومياواتين هي نفرتيتي .في عام 2002، أعلنت الباحثة البريطانية جوان فليتشر من جامعة نيويورك وهي خبيرة في المومياوات أن رفات المومياء الشابة تعود للملكة نفرتيتي، وأكدت بأن هذه حقيقة لا غبار عليها. وأضافت جوان مبتهجة إنه الاكتشاف الأروع في حياتي! قالت ذلك، بعد أن سمح لها أن تخضع المومياء إلى فحوصات منها الأشعة السينية.وخير دليل على أن إحدى هاتين المومياواتين هي "المرأة الجميلة التي أقبلت" هي الجودة العالية من التحنيط والتشابه التشريحي مع أوصاف لرفات نفرتيتيّ. على أقل تقدير، هذا ما رأته السيدة فليتشر في أعضاء المومياء في الرقبة والكتفين، والأهم من ذلك في وجهه.كانت المومياء صلعاء – حليقة الرأس من أجل ارتداء شعر مستعار خاص. ويبدو أن فليتشر قد عثرت على الشعر المستعار. ولكن هذا الادعاء أصبح محط جدال متنازع عليه لاحقا من قبل السلطات المصرية.كما أظهرت الفحوصات وجود آثار لحزام من الجلد مطبوعة على جبين المومياء. وآثار لوجود اثنين من الأقراط في الأذن اليسرى شوهدت في وقت سابق على بعض صور للملكة.وبعد ذلك بقليل، تم العثور بالقرب من المومياء على يدها المكسورة، وقد أمسكت بها الصولجان، وهذا كما هو معروف، سمة من سمات سلطة الفراعنة.ولهذا لم تكن جوان فليتشر تشك في أنه تم العثور أخيراً على رفات نفرتيتي. خلافاً لما هو عليه الحال مع الزملاء الذين شككوا وأعربوا عن اعتقادهم أن هذه الرفات ليست إلا مومياء لامرأة شابة من العائلة المالكة، لقيت حتفها خلال عهد السلالة 18 .
كما انتقد الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية الأسبق والذي يعتبر أبرز عالم للمصريات ويشغل الآن منصب الأمين العام للمجلس الأعلى المصري لحماية الآثار، انتقد الباحثة فليتشر مؤكداً أن المومياء التي أشارت إليها الباحثة هي لفتاة يتراوح عمرها بين 16-20 عاماً، في حين أن الملكة نفرتيتي كانت أكبر سناً.أما الآن يقوم علماء المصريات بدراسة مومياء السيدة الثانية من قبر إخناتون. وهنا أيضاً يمكن الحديث عن وجود أوجه تشابه بينها وبين الملكة، ويبدو أن الكلمة الفصل ستكون لتحليل الحمض النووي. فمثل هذه التحاليل ساعدت على تحديد شخصية كل من جدة توت عنخ آمون وإخناتون نفسه، الذي كان بالفعل والداً لتوت عنخ آمون. والسؤال الذي يطرح نفسه هل المومياء المعروفة برمز KV35YL هي الملكة نفرتيتي؟ ربما. أو ربما لا. فالشكوك حول أمومتها ليست موجهة فقط نحوها وإنما نحو شقيقة إخناتون.فمن المعروف أن نفرتيتي كانت زوجته الأولى.
تمثال رأس نفرتيتي

نهاية حياتها
توفيت إحدى بناتهم وهى ميكيت-أتون، وقد صور حزنهم عليها في بعض الرسوم الحائطية. وبعد وفاة إبنتهم، اختفت نفرتيتى من البلاط الملكى وحلت ابنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى.بعد العام الثاني عشر لحكم أخناتون اختفت نفرتيتى ولم يوجد أي ذكر لها ويعتقد أنها توفيت ودفنت في مقبرة بأخت أتون ويعتقد أيضا أن توت عنخ آمون نقل مومياءها مع والده أخناتون عندما هجرت أخت أتون.
قبرها
عجز علماء المصريات عن تحديد موضع قبر نفرتيتي طيلة سنوات من البحث بعد اكتشاف قبر توت عنخ آمون. وفي سنة 2015 أعلن الدكتور نيكولاس ريفيس من جامعة أريزونا إنه ربما يكون قد عثر على قبر الملكة سالفة الذكر وإنها ربما تكون قد دفنت سرا داخل قبر توت عنخ آمون، ذلك أن الفحوصات أظهرت أنه ربما يكون هناك مدخلا في قبر توت عنخ آمون. وأن هذا الباب ربما يؤدي إلى مكان دفن الملكة نفرتيتي. فقد أظهر المسح الضوئي الرقمي أن هناك بقايا لمكانين كانا يستعملا كأبواب، وبالتالي افترض ريفس وجود ممر سري يؤدي إلى غرف دفن أخرى، وقال بأن هذا هو السبب على الأرجح الذي يجعل قبر توت عنخ آمون أصغر من سائر قُبور فراعنة مصر.


الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

الرحلة الحادية والعشرون.. الملكة حتشبسوت







الملكة حتشبسوت
غنمت امون حتشبسوت، هي ملكة حاكمة مصرية قديمة، وهي الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية ثم كملكة و ابنة الإله آمون بعد أن نشرت قصة نقشتها في معبدها بالدير البحري تقول فيها إنها كانت نتيجة لقاء حميم بين آمون وأمها الملكة أحمس، ويخلط مانيتون في ترتيبها فيضعها بعد أمنحتب الأول في منتصف الأسرة الثامنة عشرة.
غنمت آمون حتشبسوت ، والشهيرة بـ (حتشبسوت) ، أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر، وأقواهن نفوذًا؛ فقد كان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة فحسب، بل وفي تاريخ مصر القديم كله.
حتشبسوت هي خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة المصرية القديمة ، ويعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح ملوك المصريين القدماء .
ويعنى اسمها : خليلة آمون المفضلة على السيدات ، أو خليلة آمون درة الأميرات .

ميلادها وعائلتها
ولدت حتشبسوت في عام 1508 قبل الميلاد ، وهي الابنة الكبرى للملك (تحوتمس الأول) ، والملكة (أحمس) .
ويعتبر الملك (أحمس الأول) صاحب الانتصار العظيم في تحرير مصر من الهكسوس ، هو الجد الأكبر لحتشبسوت ، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر الفرعونية التي تنتمي إليها .
ولقد كانت (حتشبسوت) الوريثة الشرعية لعرش البلاد، حيث لم يكن هناك وريث شرعي من الذكور، ولكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها هو (تحوتمس الثاني)، من زوجة ثانوية تدعى (موت نفرت) .
تعليمها
تلقت حتشبسوت تعليماً عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح ، بالإضافة إلى القراءة والكتابة ، والحساب والفلسفة ، والطقوس الدينية ، وقواعد اللغة والإنشاء .
ولقد كان عليها أن تثابر على نقل وتعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء ، كأي فرد من زملائها ، مثل أخيها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) ، والأمراء والأميرات الصغار ، وعدد من أبناء الوزراء والأسر النبيلة ؛ وما من شك في أنها كانت تخشى المعلم الذي كان يلقنها الدروس ، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم ، ولقد كان هذا مثالاً للعدالة التي تطبق على الجميع بالتساوي بدون خوف أو محاباة ، والتي أصبحت جزءاً أساسياً في حياة المجتمع المصري في ذلك الوقت ، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأي امتيازات خاصة في معاملتها ، وقد كانت المدرسة الملكية قي بيت فرعون كغيرها من مدارس البلاد ، تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند الظهيرة ، كما تفعل الكثير من مدارس مصر في الوقت الحاضر.

زواجها
تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثاني) ، على عادة الملوك الفراعنة ، الذي لم يكن أمامه كي يقبض على صولجان الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت ، وأنجبت منه ابن وبنتان ، فأما الابن فمات في طفولته ، ولم يبق اسمه على أي أثر من الآثار ، وأما الابنتان فاسمهما (نفرو رع) ، و(مريت رع حتشبسوت) .

وقد أنجب زوجها (تحوتمس الثاني) ، ابنه (تحوتمس الثالث) ، من أحد محظيات البلاط الملكي ، والتي كانت تدعى (إيزة) .
توليها الحكم
لم يكن الطريق ممهداً أمام حتشبسوت ، ومفروشاً بالورود كي تصل إلى الحكم ، فقد واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعاً وسلطة دينية ذكورية ، أبت أن ترى الحاكم إلا في صورة رجل .
بدأت حتشبسوت وقتاً عصيباً من حياتها وهي في عمر العشرين ، عند وفاة والدها (تحوتمس الأول) ، فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم ، والوريثة الشرعية للعرش ؛ لذا فإنه كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحوتمس الأول على العرش . لكن ، تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمراً على غير هواهم ؛ لهذا السبب كان من المحتم أن يشرك معها أخوها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) في الحكم ، ذاك الشخص النحيل واهن الصحة ، قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، وأن يكون شريكاً معها في الملك كفرعون للبلاد ، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا .
ولم يكن هناك فائدة ترجى من وراء الاحتجاج ، فقد كانت كل الظروف ضدها ، وبدئوا يعدون لزواجها من تحوتمس الثاني وبهذا حصل تحوتمس الثاني على شرعية الحكم ، ولسنا نعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة ، اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب . ولكنه ، بدلاً من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء كما كان يفعل أبوه ، أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة عن الخارجين عن حكمه .
كان تحوتمس الثاني شخصاً ضعيفاً وربما كان مريضاً في نفس الوقت ، وكانت في الحقيقة حتشبسون هي التي تدير أمور الدولة ، وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار ، وكانت صاحبة الأمر والنهي ، وبعد وقت قصير أصبح واضحاً أنه سائر في طريق الموت ، وأخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت ؟ لم يكن هناك أمير آخر يستطيع أن يخلفه على العرش ، كما لو أنها ستحكم البلاد في النهاية بمفردها ، بينما سُر أصدقاؤها الذين يعرفون قدرتها وقوتها من هذه الفكرة ، وكانوا على أتم استعداد ليخدموها بإخلاص عندما يحين الوقت .
لكن ، زوجها (تحوتمس الثاني) كان يريد أن يمنح ابنه (تحوتمس الثالث) ، حق تولي العرش من بعده ، وقد كان هناك شخصاً يدبر المؤامرات مع معبد آمون بالكرنك ، مثيراً الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم ، وقد كان هذا الشخص هو (تحوتمس الثالث) نفسه ، الذي كان يعيش في المعبد كأحد كهنته .
لقد مات تحوتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد ، وفي أحد الأيام بعد موته بوقتٍ قصير ، وعندما كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالاً يخرج فيه موكب الإله آمون ، وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال (آمون) ، أمام كاهن صغير ، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك ، ووافق جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن آمون قد اختاره ليشاركها الحكم .
وقد كان هذا الكاهن الذي وقفت محفة (آمون) أمامه ، هو (تحوتمس الثالث) ابن زوجها المتوفى .
وفي اليوم الثالث من شهر مايو 1501 قبل الميلاد ، ترك تحوتمس عمله كأحد صغار الكهنة في معبد آمون ، ليدخل القصر الملكي للفراعنة ، وقد كان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت أربعاً وثلاثين سنة ، ومنذ اليوم الأول وسادت بينهم المنافسة والمرارة ، ولم تلبث حتشبسوت إلا وأن جمعت حولها مناصرين وكونت حزباً مناصراً لها ، ولم يلبث هذا الحزب إلا وقتاً قليلاً حتى اشتد نفوذه ، وأصبح قوياً لدرجة أن الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة الكافية أصبح عاجزاً عجزاً تاماً عن حكم البلاد ، واضطر لإخلاء المكان لحتشبسوت .
وأخيراً تم إعلان حتشبسوت في عام 1404 قبل الميلاد ، ملكاً على الصعيد والدلتا ، وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون .
وفي أغاني المديح التي كانت تغني في مدحها ، كانوا يسمونها (حورس الأنثى) ، وأضافوا علامة التأنيث في آخر الكلمة التي تدل على (الجلالة) .
ولقد كانت الخانات الملكية التي كتب اسم حتشبسوت في داخلها ، والتي تظهر على جدران الدير البحري والكرنك وفي غيرها من الأماكن في مصر صريحة في معانيها ، فقد أضيف بجوار اسمها (ملك الصعيد والدلتا ، ابنة الشمس ، صديقة آمون حتشبسوت ، حورس الذهبي ، مانحة السنين ، إلهة الاشراقات ، هازمة جميع البلاد ، التي تحيي القلوب ، السيدة القوية) .
ولقد كانت هذه اللحظة هي لحظة النصر بالنسبة لها ، ويقدر المؤرخ المصري القديم (مانيتون) ، فترة حكمها بـ 21 سنة ، وتسعة أشهر .
وقد يثار هنا تساؤل ماذا فعلت حتشبسوت بتحوتمس الثالث ، بعد أن أطاحت به ، وقد يظن البعض أنها قتلته أو نفته لمكان بعيد عن مصر . لكن ، الحقيقة أنها عهدت إلى تربية وتعليم هذا الفرعون الذي كان قبل ذلك كاهناً صغيراً في السن تربية عسكرية ، وعلمته فنون إدارة الدولة ، ليقود بعض الحملات العسكرية ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد في أواخر حكمها ، وقد تولى الحكم بعد موتها ، بعد زواجه من ابنتها (مريت رع حتشبسوت) ، مما أعطى له شرعية الحكم ، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر ، وكون أول وأقوى امبراطورية مصرية عرفها التاريخ.

أعمالها في فترة حكمها
- اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية ، وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار ، وتحت صولجان الفرعون المرأة استطاعت مصر أن تغتني وتزدهر ، فقد أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة ، وخاصةً مناجم النحاس والملاخيت في شبه جزيرة سيناء ، فقد كان قد توقف العمل في تلك المناجم في فترة حكم الهكسوس لمصر وما تلاه ، ومازلنا نجد في سيناء لوحة عليها كتابة توثق هذا العمل ، وتمجد ما فعلته .
ونشـّطت حتشبسوت كذلك حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثانى، وأعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، حيث قامت بتنظيف هذه القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى، وذلك لتسيير أسطول مصر البحري بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحر الأحمر. وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحرى بالأقصر
اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجارى المصرى فأنشأت السفن الكبيرة ، واستغلتها في النقل الداخلى لنقل المسلات التى أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون ، وفي بعثات التبادل التجارى مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر ، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود .
- بعثة المحيط الأطلسى:أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسى ، وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسى لاستيراد بعض أنواع السمك النادر .
- بعثة بلاد بونت: أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت (الصومال حاليا ، وجنوب اليمن)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة. وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحرى على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر ، ولا تزال الألوان التى تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير
- بعثة أسوان: أيضا صورت على جدران معبد الدير البحرى وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت، وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر، وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهى تزين حتى الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس .
ويعجب المؤرخون والمهندسون حتى يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر، فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر، ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق، وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتشبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح، ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التى اتبعها المهندس المصرى القديم للقيام بهذا العمل الجبار، ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك، إلا أن المهندسين المصريين القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها. ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة غيرالكاملة التجهيز في محجر أسوان، ويسألون أنفسهم : كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك؟ ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا، وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان ، وتسمى الآن بـ (المسلة الناقصة) .

حملات عسكرية
كان السائد في عصر حتشبسوت ، هو السلام والرفاهية وازدهار الحركة التجارية مع دول الجوار، فلم تكن تميل إلى سياسة الغزو الخارجي . لكن ، سجلت بعض الحملات العسكرية القليلة في عهدها ، التي جاء أغلبها حملات تأديبية ، بالإضافة إلى حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهي الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وبعض المخطوطات مثل مخطوط وجد في مقبرة سنّموت (Senenmut (TT71 تفصح عن حملات تأديبية في النوبة وبعض البلاد الأخرى التي كانت تحت السلطة المصرية ، كما الآتي :
    حملة تأديبية على النوبة في بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت. ورد ذلك في مخطوط لرئيس الخزانة تيي Tij.
    حملة تأديبية على سورية وفلسطين، طبقا لمخطوط في الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة
    حملة ضد تمرد في النوبة في العام 20 من حكمها (مكتوبة على لوحة تومبوس Tombos.)
    حملة تأديبية على ماو Mau بالقرب من منطقة فرقة Firka بين السنتين 20 و22 من حكمها.

سر ظهور حتشبسوت بملابس الفراعنة الذكور
لم تشأ حتشبسوت أن تبتدع جديداً في مظهر الفرعون الحاكم التي ألفها الناس لعقود طويلة ، فعلى الرغم أنه في بداية حكمها كانت تصور كامرأة بكامل زينتها إلا أنه في وقت لاحق أصبحت مثالاً على الفرعون القوي ذو العضلات ، الذي يضع لحية مستعارة . فقد أخذت تلبس ملابس تشبه ملابس من سبقها من الفراعنة الرجال في الاحتفالات الرسمية ، كما ظهرت في بعض تماثيلها بذقن مستعارة كما هو المألوف في تماثيل الفراعنة .
وإن كان هذا لم يقلل من كون حتشبسوت ، كانت تمتلك كل صفات الأنثى الجميلة ، فقد كانت ذات بشرة خمرية لطيفة ، وأنف معقوف قليلاً ، ووجه مستدير .
وكانت تحب الزهور والحدائق والأشجار ، وكل شيء ذو أريج ، زاهي الألوان .
هل كانت هناك قصة حب بين الملكة والمهندس"سنّموت" ؟
لقد كان "سنموت" لغزاً مثيراً في حياة حتشبسوت ، ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري ، والذي منحته 80 لقباً ، والذي كان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغير (نفرو رع) ، وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته ، ليكون قريباً منها في الحياة الأخرى ، كما كان قريباً منها في الدنيا . أما هي فقد كانت تقدر نبوغه وقوة شخصيته، لدرجة جعلها تسمح له ببناء مقبرته في حرم معبدها ليجاورها في مماته كما كان يفعل في الدنيا .
وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين الاثنين سنموت وحتشبسوت ، بعد وفاة زوجها. لكن ، هذا ليس مؤكداً ، وقد تكون مجرد علاقة احترام متبادل .
والمهندس الملكي سنموت ، هو من شيد لحتشبسوت أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أو الحديث وهو معبد الدير البحري ، الذي شيده في حضن الجبل الغربي ، وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض الملكي المجلوب من طرة، وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى ، لكي ترتقيها روح الملكة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم .

وفاتها
توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف ، والذي يوافق (14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام 22 من فترة حكمها ، كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت.
ولقد تم التحقق من مومياء حتشبسوت ، أن علامات موتها هي علامات لموت طبيعي ، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري.
وقبر حتشبسوت موجود في وادي الملوك ويرمز له بالرقم KV20 ، وربما قامت حتشبسوت بتوسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، وقد وجد تابوتها موجوداً بجانب تابوت أبيها .
ومؤخراً التقطت لمومياء الملكة حتشبسوت صورة تظهر فيها باسمة حالمة وادعة؛ كمن أدى رسالته على أكمل وجه ، وأخيراً إستراح. والطريف في الصورة أيضاً أن الملكة كانت تتمتع بشعر ناعم ملون جميل؛ يظهر بوضوح في الصورة أيضاً، وهذا يدل على أن علم التحنيط الذي أبدعه المصريون القدماء سراً عظيماً لو أكتشف؛ قد يغير مظاهر الدفن في العالم بأسره.
ومهما يكن من أمر الملكة "حتشبسوت" فإنها واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ، ولقد بذلت كل الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كإمرأة تحكمه ، وسواء أقنعت "حتشبسوت" الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها ، أم لم تقنعهم ، فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال .
حتشبسوت (تعني: من أبرز السيدات النبيلة؛1508-1458 ق.م.) كانت الفرعون الخامس من عصر الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة. يعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنة، حامله للقب أطول من أي امرأة أخرى في الأسر المصرية. تميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار . وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول وأمها الملكة احموس . وكان أبوها الملك قد أنجب ابنا غير شرعيا هو تحتمس الثاني . وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية ، ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له.

عائلتها
هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة وأسرارا وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية "سنموت" ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذي منحته 80 لقبا . وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت الاثنين سنموت وحتشبسوت فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في "حياة أسطورية" ، وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.
( كانت حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني (حوالي 1512 ق.م - 1504 ق.م) من السلالة الثامنة عشر ، ويبدو أن زوجها أُطيح به طوال بضع سنين ، ولكنهما عادا إلى العرش سنة 1493 قبل الميلاد ، وطوال السنوات ال12 التالية كرّست كل قواها وموارد مصر لإنشاء الطرق ، وتشييد المنازل ، والمعابد ، ولتحسين الأحوال البلاد الداخلية ، ومحاولة إبقاء مصر بعيدة عن الحرب مع جاراتها ، ومن أعظم أعمالها ضريح لزوجها في وادي الملوك ، بالقرب من طيبة ، وكانت ترعى كذلك الفنانين والحرفيين ، وكان لها ابن هو امنحوتب الثاني (حوالي 1447 ق.م - 1420 ق.م) ) .

حكمها
اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول أقصى وسعها لتنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أية حروب معهم.
توليها الحكم
واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمي ويقول بعض الناس أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم لكن لا يوجد دليل كافي. ومن جهة أخرى واجهت مشاكل مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض. لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم. في الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبيا وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد. فعملت حتشبسوت على حكم البلاد إلى أن يكبر، وراعت أن يتربى تحتمس الثالث تربية عسكرية بحيث يستطيع اتخاذ مقاليد الحكم فيما بعد. نشـّطت حتشبسوت حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثاني، وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر، واتسم عهدها بالسلام والرفاهية.

القابها واسم التتويج
من اليسار إلى اليمين: الملكة أحمس، والملك تحتمس الأول، أم حتشبسوت وأبوها ثم أختها الأكبر منها نفرو رع. لاحظ تصوير الصغيرة وضفيرتها الوحيدة.
حدود الإمبراطورية المصرية في عهد الملك تحتمس الثالث ، القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمي ويقول بعض الناس أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم لكن لا يوجد دليل كافي.
ومن جهة أخرى واجهت مشاكل مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض. لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم. في الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبيا وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد. فعملت حتشبسوت على حكم البلاد إلى أن يكبر، وراعت أن يتربى تحتمس الثالث تربية عسكرية بحيث يستطيع اتخاذ مقاليد الحكم فيما بعد. نشـّطت حتشبسوت حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثاني، وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر، واتسم عهدها بالسلام والرفاهية.
القابها واسم التتويج
من اليسار إلى اليمين: الملكة أحمس، والملك تحتمس الأول، أم حتشبسوت وأبوها ثم أختها الأكبر منها نفرو رع. لاحظ تصوير الصغيرة وضفيرتها الوحيدة.
حدود الإمبراطورية المصرية في عهد الملك تحتمس الثالث ، القرن الخامس عشر قبل الميلاد.



 تنويه  كل المعلومات فى المدونة نقلا عن : موقع ويكبيديا للبحث الحر مقالات على الانترنت خدمة معرفية للقراء عن السياحة والأثار فى مصر  فى مكان...