متحف أسيوط
قصر "ألكسان باشا"، عبارة عن
تحفة معمارية فريدة، لاحتوائه على زخارف ونقوش على الطراز الإغريقى، أوشكت أعمال الترميم
والدهانات فيه على الانتهاء، ليصبح متحفًا قوميًا لمحافظة أسيوط.
سبق وضع المبنى، ضمن خطة بالتنسيق بين المتاحف
والسياحة والآثار، والتخطيط العمرانى وأملاك الدولة، لإنشاء متحفين بداخله، أحدها يضم
محتويات القصر النفيسة "التحف الأثرية"، التي تقدر بـ5000 قطعة فنية من الأخشاب
والمعادن، مثل الذهب والفضة والأحجار، تعود لمختلف العصور التاريخية، مثل المصرية القديمة
والرومانية والمسيحية والإسلامية، كما يحتوي القصر على أثاث خشبي ثمين من التراث الملكي
القديم، والمتحف الآخر لضم أكثر من 7000 قطعة أثرية مختلفة، المنتشرة في أكثر من مكان
بالمحافظة، وتم تسجيل القصر كأثر تحت رقم "71"
وفى عهد اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط
الأسبق، تم إنهاء إجراءات نزع ملكية القصر، لإنشاء أول متحف قومى بمحافظة أسيوط، بتكلفة
18 مليون جنيه، بهدف دعم الانتماء للمواطنين، وتحقيق بعد سياحى واقتصادى للمحافظة.
أنشئ المبنى عام 1910، ومبني على مساحة
7000م2، بمنطقة تطل على نهر النيل بوسط مدينة أسيوط، وكان قديما من أهم الأماكن لاستقبال
الزيارات الملكية، ونزل فيه الملك فؤاد الأول عام 1935، والعديد من الوفود الأجنبية
المهمة، يعد معلمًا أثريًا يضيف لمحافظة أسيوط قيمة حضارية وجمالية وسياحية وأثرية
جديدة.
يتكون القصر من طابقين، أعدت وفقا لنظام
الحوائط الحاملة، والقصر من الطراز المعماري المميز، وواجهات القصر تحتوى على زخارف
وكرانيش وعقود نصف دائرية، وتشكيل مثلث الشكل بالزخارف على الطراز الإغريقي، وشارك
في بناء القصر فنانين أوروبيين.
في 2 ديسمبر 1995، صدر قرار المجلس الأعلى
للآثار، بضم وتسجيل قصر "ألكسان باشا" إلى قائمة الآثار الإسلامية، وأصدر
رئيس مجلس الوزراء قرارًا، بتحويل القصر إلى متحف يضم كافة المقتنيات والقطع الأثرية
الموجودة بمحافظة أسيوط، وتمثل مختلف العصور والحضارات، وليكون شاهد على ملامح
"عصر كامل"، تميز بالجمال والروعة والإبداع والفن الجميل.
فى 2012، انتهت اللجنة المشكلة من المحافظة
والآثار والسياحة والأمن، من عملية استلام قصر "ألكسان باشا" كاملاً، بمصاحبة
قوة من الأمن وتنفيذ القرار رقم 1824 لسنة 2012، والخاص باستلام قصر "ألكسان"
نهائيًا وإخلائه من أحد الشركات المتعدية عليه، تنفيذًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم
2205 لسنة 2009، باعتبار قصر ألكسان من أعمال المنفعة العامة والاستيلاء عليه بطريق
التنفيذ المباشر بعد اعتماد المجلس الأعلى للآثار شيك بمبلغ مليون و479 ألف جنيه، باقي
الاعتماد المالي للمشروع رقم 71، الخاص بنزع ملكية القصر.
تم تنفيذ الإخلاء، وتسليم المبنى لمنطقة
آثار أسيوط، وغلق الأبواب بالشمع الأحمر، وتأمين المبنى، وتشديد الحراسة عليه، لتحويله
إلى متحف قومي بالقصر، يحقق بعداً سياحيا واقتصاديا جديدا للمحافظة.
فى 2013، بدأ استكمال أعمال تطوير وترميم
قصر "ألكسان"، بعد وصول الاعتمادات المالية اللازمة.
وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على إنشاء
المبنى، إلا أنه لم يفقد القصر رونقة الجمالي، وعظمة طرازه الفني المعماري القديم،
والذي حمل مزيجًا من الفن "البريطاني والإيطالي والفرنسي"، في الإنشاء، بعدما
بدأت وزارة الآثار في إعادة ترميمه استعدادًا لعودته إلى الحياة.
وفي يوليو 2016، وخلال زيارته لأسيوط، انتقد
الدكتور خالد العناني وزير الآثار التعدي على حرم مبنى قصر "ألكسان" الاثري،
من نادي التجاريين، بإقامة قاعة للأفراح والمؤتمرات، مطالبًا بتحريك دعوى قضائية ضد
إدارة النادي لإزالة التعدي.
وقال اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط،
إن أعمال ترميم قصر "ألكسان باشا" الأثري، الجاري تنفيذها، أوشكت على الانتهاء،
تمهيدًا لافتتاحه، موضحًا أن العمل جاري على قدم وساق لإعادة هيكلته وتطويره، والانتهاء
منه في أسرع وقت ممكن، طبقًا للإمكانات المتاحة، وذلك بالتعاون والتنسيق بين المحافظة
ووزارة الآثار، وضمن خطة المحافظة للتطوير والتجميل ورفع كفاءة المناطق الأثرية، وتعظيم
الاستفادة منها، لجذب السياحة لها، وإكسابها الشكل الحضاري والجمالي الذي يليق بأسيوط
كعاصمة للصعيد.
وأوضح المحافظ، أنه جاري ترميم وتطوير القصر
وواجهته الخارجية، واستكماله وترميم حوائطه، وإعادة المنقوشات والزخارف المميزة للقصر،
وعودتها إلى طبيعتها، وإعادة الشكل الجمالي له، ليكون نقطة مضيئة لأسيوط، مؤكدًا تحويله
إلى متحف قومي للمحافظة، ليضم القطع الأثرية المختلفة، والمقتنيات التي تمتلكها المحافظة
وتمثل مختلف العصور (الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية) وغيرها، بمثابة اهتمام
بالتاريخ، وصنع جيل مرتبط بوطنه وتاريخه العريق، فضلا عن تحويله إلى مزار آثري وسياحي،
ونقل كافة القطع الأثرية المنتشرة في عدة أماكن بالمحافظة إليه، ليبرز اسهامات شعب
أسيوط في الحضارة المصرية على مر التاريخ، خاصة وأنه يعد واحدًا من أفخر القصور الآثرية
ذات الطراز المعمارى الفريد، والتي تطل على النيل مباشرة، ويرجع تاريخه إلى نهاية القرن
الـ 19.