الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

الرحلة الخامسة عشر .. متحف محمود مختار


 محمود مختار
نحات مصرى الفنان/ 
محمود مختار أسلوبه وحياته وصور عن أعماله يختص هذا المتحف بعرض مقتنيات وأعمال النحات المصري الشهير محمود مختار ،و تم افتتاح متحف الفنان محمود مختار بحديقة الحرية بأرض الجزيرة بالقاهرة عام 1962 . ويحتوي المتحف على عدد 175 عملاً من أعمال مختار المنفذة بمختلف الخامات بالإضافة إلى أدواته الخاصة التي كان يستخدمها في النحت وكذلك وثائق وصور نادرة لمختار وأهم الجوائز والأوسمة العالمية التي حصل عليها. 
وقد تم إعادة افتتاح المتحف في شكل جديد بعد ترميمه وتطويره ليتوافق مع أحدث أنطمة العروض المتحفي مختارات من المعروضات الفنية : 

تمثال نهضة مصر : 
مصنوع من الجرانيت الوردي ، الارتفاع 7 أمتار والعرض عند القاعدة 8 أمتار ، يصور امرأة واقفة فى ملابس الفلاحة المصرية ترفع عن وجهها الحجاب بيسراها، بينما يمناها مفرودة لتلمس بأصابعها رأس تمثال أبى الهول الذى يفرد قائمتيه الأماميتين فى تعبير عن النهوض. فى هذا التمثال يشير الفنان الى الشعب المصرى بالفلاحة الأم 
تمثال رأس سعد زغلول : 
وهو مصنوع من البرونز وارتفاعه 104 سم ، وقد نجح الفنان محمود مختار من معالم الوجه أن يعبر عن سمات زعيم الأمة، فقد جسد مجموعة الصفات المعنوية بتفوق هى : الجدية والإرادة والإصرار والعزيمة الماضية والشخصية القوية 
تمثال حاملة الجرة : 
 مصنوع من البرونز وارتفاعه 84 سم ، تتمثل فيه أروع صفات نحته مع تكامل شخصيته الفنية فى تعبيره عن رمز مصر الزراعية ورمز الأمومة وربة الأسرة ونموذج العمل ونبع الحياة. 
 تمثال حارس الحقول : 
مصنوع من البورنز ارتفاعه 45 سم ، يصور فلاحاً عملاقاً يقف راسخاً مرفوع الرأس، يسند عصاه على كتفيه، يمسكها بيمناه بينما يسند عليها يسراه فى وضع استرخاء رائع من الناحية الجمالية تشكيليا. 
محمود مختار (10 مايو 1891 - 28 مارس 1934)، أحد الفنانين الرواد القلائل في فن النحت وصاحب تمثال نهضة مصر الشهير وله متحف باسمه قائم إلى الآن، متحف الفنان محمود مختار الذي يعد قبلة لدارسي الفنون في مصر وشاهد على فترة تاريخية وسياسية هامة. ميلاده ومشأه نشأ محمود مختار في نواحي مدينة المحلة الكبرى وتحديدا بقرية طنباره ،ووالده " إبراهيم العيساوي " كان عمدة القرية لكن مختار عاش مع جدته لأمه في بيت خاله في قرية نشا في المنصورة.، 
وعرف عنه انه عندما كان طفل صغير كان يقضى معظم وقته بجوار الترعة يشكل في الطين مناظر كان يراها حوله في القرية. 
قدم محمود مختار إلي القاهرة عام‏1902‏ وعاش في أحيائها القديمة، والتي على مقربة منه افتتحت مدرسة الفنون الجميلة، أما "درب الجماميز" عام ‏1908، فكانت مدخل الصبي إلى مستقبل غير متوقع، بعد أن التحق بصف أول دفعة، وهو في السابعة عشرة من عمره. بدت موهبة مختار ساطعة للأساتذة الأجانب، مما حدا بهم إلى تخصيص "مرسم خاص" له، ضمن مبنى المدرسة، لإعداد منحوتاته بها ، من تماثيل، وأشكال تستعيد مشاهد الريف، وملامح رفاق الحي. موهبته أيضاً دفعت راعى المدرسة، الأمير يوسف كمال، إلى أن يبعث الصبي، إلى باريس، كي يتم دراسته هناك. ومثلما نشأ مايكل انجيلو في رعاية الأمير الفلورنسي لورنزو دي مديتشي، فقد نشأ محمود مختار في رعاية الأمير المصري يوسف كمال. وتلقى مختار أول الدروس في الفن في المدرسة الملحقة بقصر الأمير يوسف كمال بك أبرز إنجازاته الفنية : 
ساهم محمود مختار في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا وكما شارك في إيفاد البعثات الفنية للخارج، كما اشترك في عدة معارض خارجية بأعمال فنية لاقت نجاحا عظيما وأقام معرضا خاصا لأعماله في باريس عام ‏1930 وكان ذلك المعرض سبباً في‏ التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن وسجلت مولدها أمام نقاد الفن العالميين تماثيل سعد زغلول : عاش الفنان الرائد حياة عريضة مملوءة بقصص النجاح والتفوق والصراع من اجل وضع فن النحت في أعلى مكانة من المجتمع الذي كان يعادى صناعة التماثيل ويعتبرها امتداداً لصناعة الأصنام. وقد وضع الفنان موهبته في خدمة الحركة الوطنية معبراً بتماثيله عن المرحلة الاجتماعية والسياسية التي عاشها: مرحلة النهضة والبحث عن الشخصية المحلية في أعقاب ثورة 1919. 
ولقد حظي فنه باحترام وتقدير الأوساط الفرنسية الرسمية في المجال الفني، واكتسب في نفس الوقت تأييداً حماسياً من جماهير الشعب المصري التي أشعلت هذه الثورة الوطنية. قد كان مختار أول فنان يعرض عملاً فنياً في معرض عالمي بباريس، كما كان أول فنان مصري يكسب جائزة من صالون باريس متفوقاً على فنانيها، فقد نال الميدالية الذهبية لمعرض الفنانين الفرنسيين السنوي الذي يقام في السراي الكبرى (جراند باليه) عن نموذجه المصغر لتمثال نهضة مصر. 
الذي نفذه بعد ذلك منحوتاً في حجر الجرانيت الوردي ليقام في أكبر ميادين القاهرة. كما فاز بجائزة من معرض صالون باريس عام 1925 عن تمثاله "لأم كلثوم".. وكان أول فنان عربي يقيم معرضاً شخصياً لتماثيله في باريس. وتمثل أعماله نقطة البداية الرائعة لحركة فن النحت الحديث، ليس في مصر وحدها ة لكن في البلاد العربية كلها.. ذلك لأنه حقق في حياته القصيرة شهرة واسعة وحظي بتكريم جماهيري لم يفز به أي فنان مصري آخر، سواء في حياته أو بعد وفاته.. فهو الفنان الوحيد الذي استقبلته مظاهرات الترحيب بالإسكندرية عند عودته إلى مصر من أوروبا ليقيم تمثالاً يخلد ثورتها الوطنية بعد أن كانت تماثيل الميادين لا تصور سوى الملوك والقادة من الأفراد.. وقد تبرع الفلاحون بملاليمهم وقروشهم لتغطية نفقات إقامة هذا التمثال. فبعد انتهاء الحرب العالمية (1914-1918) بدأت تتجمع نذر الثورة على الاستعمار الإنجليزي في مصر تحت شعارات ثلاث: الاستقلال والعدالة والدستور.. 
وبدأ يتكون حزب الوفد بزعامة سعد زغلول، وكان للحزب تنظيمه السري الذي أطلق على نفسه اسم "اليد السوداء". 
نحت محمود مختار تمثالي الزعيم المصري الشعبي سعد زغلول بالقاهرة والإسكندرية في الفترة ما بين عامي 1930-1932.‏ خطوات محمود مختار نحو العالمية : بدأ محمود مختار خطواته نحو العالمية عام 1913 حين عرض تمثال (عايدة) في صالون باريس, الذي كان يعتبر الاشتراك في عروضه شهادة امتياز. وبعد سبع سنوات عرض نموذجاً مصغراً (لتمثال نهضة مصر) فاستنفر اقلام كبار نقاد فرنسا واعلنوا ميلاد فنان جديد, يضيف ابعاداً مبتكرة لفن التمثال الحديث على اسس من التراث المصري القديم, ثم عرض تمثالي (الطاقية) و(كاتمة الاسرار) الذين علق عليهما ناقد فرنسي كبير قائلاً (انها ظاهرة روحية فذة) وفي عام 1930 بعد اقامة نهضة مصر بعامين عرض اربعين تمثالاً في قاعة (برنهايم) بباريس ممثلاً وجه الفن المصري المعاصر. 
درس مختار في مصر على يد النحات الفرنسي (لابلانتي) وفي باريس باشراف المثال (مرسييه) ولكنه لم يحمل الجذور الاصيلة التي شب بين ربوعها فلم ينس النحت الفرعوني وتأثر بالمجسمات الشعبية المصرية التي كانت شائعة في مشاغل الازبكية وشارع محمد علي وانعكس على التماثيل الكاريكاتورية التي أبدعها أثناء سنوات الدراسة قبل أن يرحل إلى باريس عام 1911 مثل تمثال (ابن البلد) المحفوظ بمتحف مختار بالجزيرة وحيث بذلت محاولات مضنية دون جدوى لتحديد تواريخ ابداع روائعه المحفوظة في المتحف, إلا أن المعروف انه شكل بضعة تماثيل صغيرة ذات طابع شعبي ساخر أثناء سنوات التلمذة في مدرسة الفنون الجميلة العليا. وان كانت اعمال محمود مختار كلها ذات روعة خاصة مثل تمثال (الخماسين) إلا أن تمثال (نهضة مصر) استحوذ على انتباه النقاد الأوروبيين فمصر تتقمص جسد الفلاح, تقف ممشوقة في عظمة واعتزاز تلفها غلالة من الخلود, اما القوى الوطنية فتتمثل في (ابي الهول) تلمسها مصر الفتاة بيد سحرية لتبعث من جديد وتستيقظ بعد طول رقاد... تعبيرات عميقة هادئة توحي بالتصميم على المضي قدماً في طريق الثورة, التي اندلعت قبل عام واحد من ابداع مختار لتمثاله وعرضه في صالون باريس عام 1920. من اعماله النحتية العظيمة لوحتان من الرخام الأبيض منحوتتان على جانبي تمثال ايزيس, يعتبران من معجزات النمنمة النحتية البارزة, إذا قورنت بمثيلاتها في الماضي عند الفراعنة أو الاغريق أو حتى في عصر النهضة, اما تمثال ايزيس نفسه الذي يعلو القاعدة فهو بدوره رائعة منحوتة في الرخام الأبيض يصور الآلهة المصرية تجلس القرفصاء وترفع ذراعيها خلف رأسها مجللة بالحزن واللوعة على اوزوريس ومأساته في الأسطورة الفرعونية. 
وكأعمال كل العظماء كانت تماثيل محمود مختار ترديداً لنبض شعبه في حركته الاجتماعية نحو التغيير, مع الثراء قولاً وابداعاً حتى حين شكل تماثيله الصغيرة الشهيرة للفلاحات, أبدعها مفعمة بالقوة والحيوية والخصوبة وأنوثة المعتدة بنفسها حتى تمثال المفاجأة المنحوت في الرخام الأبيض بارتفاع قدم واحد يلتقي فيه الحبيبان بلا اسفاف أو ابتذال, تتدلل الفتاة في رقة وعذوبة بينما يبثها الفتى حبه . 
لم يكن مختار مجرد نحات عبقري بل مفكراً يحس قضايا شعبه ويعبر بتماثيله عن رغباته واحلامه وكان ينفذ تماثيله بالخامة المناسبة للشكل والمضمون, فالمناجاة بالرخام الأبيض ووجه الفلاحة بالصلصال المصبوب برونزاً حتى تكتمل ملامس الصلابة والمشقة رغم الجمال المصري الاصيل, والحجر الصناعي لتمثال الخماسين حتى يوحي بهبوب العاصفة.. وقد انجز معظم تماثيل الفلاحات بين عامي 1924 و1930 ومن أهمها (الخماسين) والفلاحة التي تمسك جرتها بيد واحدة وتنحني عليها كأنها تملؤها, وغيرها من الاعمال التي توحي بالحركة وتنفجر بالديناميكية. وهكذا اثبت محمود مختار ان الواقعية قادرة على اظهار القيم الفنية المطلقة. متحف محمود مختار==‏ بعد أن توفي عام 1934، ونظراً للقيمة الفنية للفنان محمود مختار، نادى الصحفيون ورواد الحياة الثقافية في مصر وعلى رأسهم هدى شعراوي بالحفاظ على أعماله الفنية وجمعها لحمايتها من الاندثار والضياع، وكللت هذه الجهود بقيام وزارة المعارف عام‏1938‏ بإنشاء متحف لمختار ومقبرته علي نفقة الوزارة. 
في نفس العام تم استرجاع بعض اعماله إلى مصر وعرضت بمعرض المثالين الفرنسيين المهاجرين بالجمعية الزراعية وأقيمت بهذه المناسبة ندوات ومحاضرات عن قصة حياته وتناولت عبقريته الفنية بالنقد والتحليل. 
حدث أن إندلعت الحرب العالمية الثانية أثناء ذلك، وحال ذلك دون إعادة بقية التماثيل إلا ان جهود هدي شعراوي حققت نجاح عودة التماثيل، كما كان لجهود ‏طه حسين (وزير المعارف في الفترة من عام‏1950‏ حتي ‏1952‏) أثر كبير لإعادة أعمال محمود مختار إلى مصر. 
في عام ‏1952‏ تم افتتاح متحف مختار في ملحق خاص بمتحف الفن الحديث ليعرض 59 تمثالاً، وقام على تأسيس وإعداد المتحف كل من الفنان راغب عياد زميل محمود مختار وصديقه، وكمال الملاخ الصحفي والأثري البارز، وقام المهندس رمسيس واصف بتصميم متحف مختار الحديث في حديقة الحرية بوسط القاهرة ونقلت رفات مختار إلي المقبرة الجديدة بالمتحف‏. سافر محمود مختار عام ‏1911 إلى باريس ليعرض نموذج لتمثاله الشهير نهضة مصر، بمعرض شهير آنذاك وهو معرض الفنانين الفرنسيين ‏1920 ونال عليه شهادة الشرف من القائمين على المعرض، ذلك التشريف الذي جعل بعض المفكرين البارزين في ذلك الوقت وحدا بهم إلى ضرورة إقامة التمثال في أحد ميادين القاهرة الكبرى. لأنجاز ذلك الهدف الشعبي في ذلك الوقت، تمت الدعوة إلى تنظيم اكتتاب شعبي لإقامة التمثال وساهمت فيه الحكومة، وتحقق الحلم وأزيح الستار عن تمثال "نهضة مصر" يوم 20 مايو ايار 1928 أمام محطة السكك الحديدية بالقاهرة ليكون في استقبال الداخلين إلى العاصمة ثم انتقل عام 1955 إلى مكانه الحالى مطلا على نهر النيل قريبا من جامعة القاهرة أمام حديقة الحيوان بالجيزة ليخلى مكانه لتمثال رمسيس . 
رغم الحماسة الشعبية التي ألهبها شعراء وأدباء ومؤرخون للاكتتاب لإقامة التمثال فإن الشارونى يسجل أن العقاد والمازنى انتقدا التمثال "على صفحات مجلة السياسة بشدة... هو أول نقد فنى "تشكيلي" في صحافتنا العربية" ثم شارك مختار في أنشطة فنية منها تكوينه "جماعة الخيال" التي كان من أعضائها العقاد والمازنى ومى زيادة . تمثال نهضة مصر تمثال كبير من حجر الجرانيت ، يعد رمزاً لمصر الحديثة وأهم أعمال الفنان المصري النحات محمود مختار على الإطلاق ، كما أن له دلالة خاصة في الإشارة للأحداث السياسية التي مرت بها مصر في تلك الفترة الهامة حيث كانت مصر تطالب بالاستقلال. شكل التمثال يمثل التمثال فتاة مصرية تقف بجانب تمثال أبي الهول وتضع يدها على رأسه وهي رمز لمصر وهي تنظر إلى المستقبل. مولد فكرة التمثال جاءت فكرة نحت تمثال ليمثل نهضة مصر في تلك الفترة السياسية الهامة من تاريخ مصر إلى الفنان محمود مختار في عام 1917 . فبدأ خلال 1918- 1919 في نحت تمثال كبير يبلغ حجمه نصف حجم التمثال الحالى وعندما أكمله عرضه في عام 1920 في معرض الفنون الجميلة السنوى في باريس ونال إعجاب المحكمين والرواد من المهتمين بفن النحت . وحدث أن ذهب سعد زغلول ورفاقه من رجال حزب الوفد إلى فرنسا وتحديداً باريس لأول مرة ، قاموا بزيارة معرض الفنون الجميلة وشاهدوا التمثال المصري وأعجبوا به وكتبوا إلى مصر يشجعون على إقامته في القاهرة، ووافق مجلس الوزراء في 25 يونيو 1921. 
كما أسهم الشعب المصري في اكتتاب عام لإقامته ثم أكملت الحكومة النفقات ، وفى 20 مايو عام 1928 أقيمت حفلة كبرى في ميدان باب الحديد - (رمسيس حالياً) لإزاحة الستار عن التمثال . ثم نقل التمثال من مكانه الأول إلى ميدان جامعة القاهرة في عام 1955. أبرز إنجازاته الفنية : ساهم محمود مختار في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا وكما شارك في إيفاد البعثات الفنية للخارج، كما اشترك في عدة معارض خارجية بأعمال فنية لاقت نجاحا عظيما وأقام معرضا خاصا لأعماله في باريس عام ‏1930 وكان ذلك المعرض سبباً في‏ التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن وسجلت مولدها امام نقاد الفن العالميين. كما كان "أول فنان مصري يكسب جائزة من صالون باريس متفوقا على فنانيها فقد نال الميدالية الذهبية لمعرض الفنانين الفرنسيين السنوى الذي يقام في السراى الكبير "جراند بالبيه" عن نموذجه المصغر لتمثال نهضة مصر" مشيرا إلى أن الفكرة الأولى للتمثال كانت امرأة جميلة تشبه جان دارك تمسك سيفا "كما لو كانت ترد به الإنجليز المحتلين "لكنه" نظر إلى تمثاله الذي أعجب به أساتذته الفرنسيون وأحس أنه تمثال فرنسي فحطمه ووضع تصميم تمثال نهضة مصر" وفيه تقف فلاحة مصرية مستندة بيمناها إلى ماض متحفز يهم بالنهوض ممثلا في أبو الهول في حين ترفع بيسراها حجابا لتنظر إلى أفق غير محدود. لكن إنجازه الأكبر انه نجح فيما فشلت فيه حقبتا البطالسة والرومان في مصر "بين غزو الإسكندر الأكبر لمصر "332 قبل الميلاد" وغزو العرب لها "640 ميلادية" حيث تدهور فن النحت بسبب تنافر القيم الجمالية الفرعونية والبطلمية لكن مختار جمع الأسلوب المحافظ المستمد من التراثين الإغريقى والرومانى والطابع المصري الفرعوني كما كون جماعة الخيال عام 1928 بهدف احياء فن التراث وكان من أصدقاء هذه الجماعة العقاد والمزني و هيكل . 
أهم أعماله: 
م اسم التمثال تاريخ العمل 1 نهضة مصر 1920 2 ابن البلد غير معروف 3 الحزن غير معروف 4 بنت الشلال غير معروف 5 زوجة شيخ البلد غير معروف 6 سعد زغلول غير معروف 7 حارس الحقول غير معروف 8 حاملات الجرار غير معروف 9 الفلاحة غير معروف 10 نحو نهر النيل غير معروف 11 رياح الخماسين غير معروف 12 كاتمة الاسرار غير معروف . 
إله الحقول فون 
يصور هذا التمثال (الاله فون) وهو رب الغابات والريف عند الرومان، له جسم انسان على راسه قرون وآذان العنز وساقاه ينتهيان بظلفين كأقدام الخراف. ويرجح ان هذا التمثال انجزه الفنان خلال فترة دراسته فى فرنسا فيما بين 1911،1915 ويصور (فون) جالسا فوق احدى الصخور وعلى ركبتيه تجلس فتاة تداعب لحيته بينما هو فى حالة سعادة وهيام شديدين. 
ومن الناحية الشكلية حرص الفنان ان تكون كل اجزاء التمثال داخل نطاق كتلة مستطيلة لكنه لم يلتزم بالاسلوب البنائى والتخلى عن الفجوات والتفاصيل الغائرة، انه هنا يدرس التشريح وتفاصيل الجسم ويظهر كفاءته فى المحافظة على النسب وسلامة العلاقات بين الجسم والاطراف فى التعبير عن مشهد اسطورى من الميثولوجيا الرومانية يصور هذا التمثال امرأة تضع كفيها على ركبتيها وتسند رأسها على ظاهر كفيها ويتخذ الشكل النحتى هيئة المكعب وكأن الرمأة تكورت لتغفو ولو للحظات بين أوقات العمل. المرأة هنا رمز للعمل والجهاد، وتخلو تماماً من أى احتفال بأنوثتها، ويتم تعويض ذلك بالعلاقات الشكلية بين المثلثات المتقابلة والمختلفة الاحجام، فهى جماليات شكلية تعوض الجماليات الحسية، تخاطبنا بالمثل العليا للعمل ورعاية الأسرة والأمومة، وهى صفات غير صريحة ولكننا نستشفها من تعبيرات التمثال.. 
لقد كانت ربة الأسرة فى عصر مختار تحمل على اكتافها اعباء جسام وتبذل جهداً مضنياً ليلاً ونهاراً فى سبيل راحة أسرتها، فوسائل الرفاهية المنزلية وادوات الغسل والطهى وأنابيب المياة والانارة بالكهرباء.. كلها لم تكن قد عرفت بعد.. وكانت ربة الأسرة تعمل ليلاً ونهاراً من أجل راحة بقية الافراد، ان هذا التمثال ينشط ذاكرة المشاهدين على طريقة المصريين القدماء فى التعبير عن وحدة وادى النيل وعن وحدة الوطن نحت الفنان رمزا للدلتا أو الوجه البحرى أو (مصر السفلى) على هيئة امرأة جالسة ومحاطة باكليل مكون من سعفتى نخيل، جبهتها مرتفعة ومزينة برموز تشبه رموز الملوك الفراعنة.. فى هذا العمل الفنى حقق محمود مختار درجة عالية من التعبير عن الأصالة والعراقة المصرية فى مزيج متفوق مكون من فهم عميق ورائع لأساليب الفن الفرعون ممتزجا بأساليب فن النحت الحديث.. والتعبير هنا ينصب على اعلان المبايعة والزعامة لسعد زغلول من أهالى الوجه البحرى الممثلون فى هذه الشخصية الرمزية المتميزة الملامح .يقف الزعيم شامخا رافعا يده اليمنى وهو يلقى احدى خطبه الوطنية التى كانت تلهب حماس الجماهير للكفاح فى سبيل الاستقلال والنهضة. حركة اليد المرفوعة وثنيات الملابس بما تشكله من ظلال تساهم فيما يوحى به الشكل العام من هيبة وجلال وتعبير عن الزهو والاعتزاز فى الوقفة البطولية المتحفزة. 
ولا شك أن التصميم الصرحى المتكامل، والتوافق بين عناصر القاعدة والتمثال على قمتها يكشف عن عبقرية هندسية تؤكد سيطرة الفنان الكاملة على مقومات التمثال الميدانى. ويقول بدر الدين ابوغازى عن هذا الصرح الشامخ: (وهو يطل برأسه الشامخ ويده تشير الى البعث والانتصار، ولا تكاد تلوح هذه اليد من بعيد من الشاطئ الأخر للنيل حتى تهزنا وتشيع فينا شعورا بالنصر، حيث ان المثال حول أحاديث سعد وخطبه من كلمات بشرية الى كتل منحوتة، وانتقل بها من العبارة الى الرمز) الفنان فى هذه المجموعة النحتية يحقق نوعاً من الايقاع البصرى لا يتخلل كتلته سوى فراغين أحكم الفنان صياغتهما، الاول بين عصا القائد وجسمه والثانى بين المنشد والشخصية الوسطى فى التمثال، ونلاحظ التنوع فى حركة الأطراف واتجاهات الرؤوس التى تؤكد أن الفنان قد تأمل طويلاً وهضم حركات المكفوفين وتوصل الى التقاط الأوضاع المعبرة عن عدم الابصار.. والفنان فى هذا التمثال يذكرنا بلوحة النحت البارز الفرعونية الشهيرة العازف الأعمى، من ناحية والمجموعة النحتية للفنان الفرنسى المعاصر لمحمود مختار أوجست رودان (1840 –1917) التى تسمى بورجوازيو كاليه من ناحية أخرى، وبورجوازيو (أو أعيان) كاليه اثرياء مدينة كالية الذين خرجوا ممزقوا الملابس مطرودين هاربين، وقد جسم هيئتهم رودان فى مجموعة نحتية مسبوكة بالبرونز تعتبر من أشهر أعماله.) 
يصور هذا التمثال امرأة من صعيد مصر أو الوجه القبلى بضفائر من الشعر المجعد على طريقة النوبيين، والوجه يذكرنا بملامح تمثال شيخ قبيلة البشاريين المعروض بمتحف مختار.. رمز الوجه القبلى تضع كفها الأيسر على صدرها فى يمناها علامة الحياة، وهو الرمز الفرعونى المعبر عن خلود مصر وخيرها، وكان مستخدما فى فنون الدولة الحديثة عند المصريين القدماء. الطريقة التى صاغ بها الفنان هذا العمل الفنى الشامخ تعبر عن مدى امتزاج تعمقه فى فن النحت المصرى القديم ومدى كفاءته ومهارته فى التشكيل المجسم الذى درسه فى فرنسا، لقد وصل الى قمة الابداع محققا شخصيته المستقلة المعتمدة على تراث مصر وخبرة الفن الحديث. المثال مختار خلال فترة دراسته هذا التمثال كجزء من التمارين التدريبية على فن البورتريه فى مجال النحت.. وكانت هذه التمارين تهدف الى تدريب الطالب على معرفة مميزات الاجناس المختلفة.. 
وقد استطاع الفنان ان يظهر تعبيرا قويا فى الوجه يكشف حالة هذه المرأة.. فهو مزيج من الحزن والانكسار والاستسلام مع الصفات التشريحية المميزة للوجوه الزنجي ة. القيمة الفنية على الرغم من أن عمره الفني كان قصيراً لوفاته مبكراً، إلا أنه نجح في أن يخلف تراثا كبيرا متميزاً من اعماله التي تضمنت تماثيل ميدانية وأعمال أخرى تعبر عن حياة الريف والقرية المصرية التي تأثر بها، وتمثل صورا للحياة اليومية التي اجادها ابداعا وعبر عنها بشكل فني رائع. رغم ازدهار العديد من المدارس الفنية في ذلك العصر، إلا أنه لم ينساق وراءها، وفضل ان يعبر عن شخصيته وخلفيته بأسلوب خاص، فقد قام بإحياء تقاليد الفنية المصرية في مختلف عصورها دون أن يغفل تجارب الفن الحديث وأصبح رائد فن النحت المصري المعاصر. أصيب مختار في يده عام 1932 وكان يحلم بإقامة تماثيل للإسكندر الأكبر والزعيم المصري أحمد عرابى وكليوبترا لكن المرض لم يمهله فتوفى يوم 27 مارس اذار 1934. تماثيل سعد زغلول نحت محمود مختار تمثالي الزعيم المصري الشعبي سعد زغلول بالقاهرة والأسكندرية في الفترة ما بين عامي 1930-1933.‏ 
متحف محمود مختار‏ 
بعد أن توفي عام 1934،ونظراً للقيمة الفنية للفنان محمود مختار، نادى الصحفيون ورواد الحياة الثقافية في مصر وعلى رأسهم هدي شعراوي بالحفاظ على أعماله الفنية وجمعها لحمايتها من الاندثار والضياع، وكللت هذه الجهود بقيام وزارة المعارف عام‏1938‏ بإنشاء متحف لمختار ومقبرته علي نفقة الوزارة .وفي نفس العام تم استرجاع بعض اعماله إلى مصر وعرضت بمعرض المثالين الفرنسيين المهاجرين بالجمعية الزراعية وأقيمت بهذه المناسبة ندوات ومحاضرات عن قصة حياته وتناولت عبقريته الفنية بالنقد والتحليل . 
 حدث أن إندلعت الحرب العالمية الثانية أثناء ذلك، وحال ذلك دون إعادة بقية التماثيل إلا ان جهود هدي شعراوي حققت نجاح عودة التماثيل، كما كان لجهود ‏طه حسين (وزير المعارف في الفترة من عام‏1950‏ حتي ‏1952‏) أثر كبير لإعادة أعمال محمود مختار إلى مصر. في عام ‏1952‏ تم افتتاح متحف مختار في ملحق خاص بمتحف الفن الحديث ليعرض 59 تمثالاً، وقام على تأسيس وإعداد المتحف كل من الفنان راغب عياد زميل محمود مختار وصديقه، وكمال الملاخ الصحفي والأثري البارز، وقام المهندس رمسيس واصف بتصميم متحف مختار الحديث في حديقة الحرية بوسط القاهرة ونقلت رفات مختار إلي المقبرة الجديدة بالمتحف‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 تنويه  كل المعلومات فى المدونة نقلا عن : موقع ويكبيديا للبحث الحر مقالات على الانترنت خدمة معرفية للقراء عن السياحة والأثار فى مصر  فى مكان...